هل تمنع باريس كتاب “في قلب الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا “؟
أفادت وسائل إعلامية نقلا عن وكالة “فرانس برس”، أنه تم تأجيل إصدار كتاب حول الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا للسفير الفرنسي السابق في النيجر بعد أن كان مبرمجا ليوم 24 جانفي الماضي.
وقالت دار النشر “لو روشي” التي كان مبرمجا أن يصدر عنها كتاب السفير الفرنسي السابق في النيجر، سيلفان إيتي، المعنون “في قلب الدبلوماسية الفرنسية في إفريقيا” أنه تم تأخير إصدار الكتاب دون توضيح للأسباب.
وقال لوكالة “فرانس برس” متحدث باسم الدار “سنؤجل إصداره، لا نعرف حقًا ما حدث. كل شيء كان مخططاً له وكنا انتهينا تقريباً” لنشر الكتاب. ولم تتلق دار النشر تفسيرا لكن المتحدث باسمها “يتصور أن هناك فقرات لم ترق للوزارة (الخارجية الفرنسية) كثيرا”.
وهو ما سبق لصحيفة “لوكانار أونشيني” أن ذهبت إليه، فقالت أن وزارة الخارجية الفرنسية أرسلت رسالة إلى سيلفان إيتي، منتصف هذا الشهر، قالت فيها أن “المخاطر التي يمكن أن يسببها” مشروع الكتاب “أكثر من الإيجابيات”، خصوصا وأنه يكشف على “معلومات مهمة حول النظام الفرنسي لإدارة الأزمات” و”الإتصالات (السفراء الفرنسيين) مع السلطات الفرنسية ومع الفاعلين النيجيريين”.
وولد مؤلف الكتاب، سيلفان إيتي، في مالي عام 1959، وبدأ نشاطه الديبلوماسي في سن الـ29 عاما، حيث عمل في وزارة الخارجية الفرنسية وفي القنصليات والسفارات الفرنسية في الخارج.
كان في قلب الأزمة بين باريس ونيامي
وبين 2016 و2020 تم تعيينه سفيرا في أنغولا ثم سفيرا ومبعوثا خاصا للدبلوماسية العمومية في إفريقيا. كي يشغل بعد ذلك منصب سفير في النيجر من سبتمبر 2022 إلى غاية طرده من البلاد بعد تدهور العلاقات بين باريس ونيامي.
فبعد الإنقلاب العسكري على الرئيس النيجيري محمد بازوم في 26 جويلية، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، القائد السابق للحرس الرئاسي، وموقف باريس من الإنقلاب، ساءت العلاقة بين فرنسا ومستعمرتها السابقة.
فرفضت فرنسا الاعتراف بالسلطات الانقلابية وطالبتها بإعادة الرئيس المخلوع للسلطة، كما أعلنت عن دعمها للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، للقيام بتدخل عسكري لإرجاع بازوم للسلطة.
ما دفع وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية للنيجر إلى الإعلان عن السفير الفرنسي غير مرغوب به، وأمهلته في 25 أوت، 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وبعد انقضاء المدة وتمسك باريس ببقاء سفيرها، أعلنت وزارة الخارجية في حكومة النيجر الانتقالية، يوم 31 أوت، عن إلغاء التأشيرات الدبلوماسية للسفير الفرنسي وأفراد عائلته، كما أعطت تعليمات للشرطة بطرده من مبنى السفارة الفرنسية بنيامي.
وهو القرار الذي رفضته باريس إلى غاية 27 سبتمبر 2023، حيث غادر السفير الفرنسي، سيلفان إيتي، النيجر متجها نحو فرنسا بعد نحو شهر من صدور قرار طرده، لتغلق بعد ذلك باريس سفارتها في النيجر في ديسمبر 2023.