الأخبارعربي و دوليفعاليات

الأمين العام لاتحاد البرلمانات الإسلامية السيد محمد قريشي نياس أمام المؤتمر18 “للإتحاد”: ما تقوم به إسرائيل يشكل نية في إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم قسريا (نص الخطاب)

أكد معالي الأمين العام لإتحاد البرلمانات الإسلامية السيد محمد قريشي نياس أن ما تقوم به إسرائيل من أعمال وحشية في غزة يعتبر نية للابادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتهجير سكان غزة قسريا خارج القطاع ، مشيدا بالدعوى القضائية التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لإدانتها دوليا

و شدد الأمين العام خلال  افتتاح الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الاتحاد في العاصمة الإيفوارية آبدجان على ضرورة أن تتحرك الدول الإسلامية لحث المجتمع الدولي على الضغط من أجل التوقيف الفوري للحرب الإسرائيلية ضد غزة

كما تطرق الأمين العام للقضايا الافريقية وقضايا المناخ ومواضيع أخرى شكلت اجندة المؤتمر

وهذا نص الخطاب :

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين

 – معالي السيد/ آداما بيكتوغو

رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية كوت ديفوار،

 – معالي السيدة/ كانديا كاميسوكو كامرا

رئيسة مجلس الشيوخ في كوت ديفوار،

– أصحاب المعالى رؤساء المجالس والبرلمانات في دول اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

 – أصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة

 – أصحاب السعادة أعضاء برلمان كوت ديفوار

– أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدى كوت ديفوار

– سيداتي – سادتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

على أرض كوت ديفوار ذات الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة نلتقي في الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لنستعرض أوضاع عالمنا الإسلامي، مستلهمين من الحكمة الإفريقية الأصيلة.

 

وإننا لنعبر عن عظيم تقديرنا وامتنانا لصاحب الفخامة الحسن واترا رئيس جمهورية كوت ديفوار على الاهتمام الذي يوليه لاتحادنا والذي يتجسد اليوم في احتضان هذا المؤتمر المنعقد في ظرفية خاصة من تاريخ أمتنا الإسلامية، بسبب ما تواجهه من تحديات يتطلب رفعها المزيد من التنسيق والتفاهم وإشاعة روح التضامن النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف.

 

ونتقدم بجزيل الشكر لمعالي السيد آداما بيكتوغو رئيس الجمعية الوطنية في كوت ديفوار على حسن استقبال وكرم ضيافة كل الوفود المشاركة، وكذلك على توفير الوسائل اللازمة للعمل والتنظيم الجيد للاجتماعات التحضيرية المتواصلة منذ ثلاثة أيام وكذلك للمؤتمر الذي نحضر جلسته الافتتاحية اليوم. وإننا نهنئ معالي السيد/ آداما بيكتوغو على توليه رئاسة اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى جانب كونه يتولى رئاسة الاتحاد البرلماني الإفريقي منذ ديسمبر الماضي، وشكرنا موصول لمعالي السيدة كانديا كاميسوكو كامرا رئيسة مجلس الشيوخ وكل أعضاء البرلمان الإيفواري بغرفتيه ولشعب كوت ديفوار العظيم وإننا نحيى تحية إكبار وإجلال، معالي السيد/ إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، الذي تولى الرئاسة الدورية لاتحادنا منذ نهاية يناير 2023، فقد بذل جهودا كبيرة لمعالجة قضايا عالمنا الإسلامي التي طرحت في فترة مأموريته؛ خاصة جريمة حرق المصحف الشريف، والعدوان الآثم على غزة، وتداعيات التغير المناخي. وقد قام بزيارة عمل لمقر الاتحاد في طهران، خلال رئاسته.

 

سيداتي – سادتي

إن المؤتمر الذي نفتتح اليوم في كوت ديفوار هو خامس مؤتمر للاتحاد تحتضنه المجموعة الإفريقية بعد السنغال وأوغندا ومالي وبوركينا فاسو، في حين أن المجموعة الإفريقية احتضنت أكثر من عشر اجتماعات للجنة التنفيذية التي اجتمعت مرتين في أبيدجان، كما احتضنت المجموعة الافريقية كذلك الاجتماع الـحادي عشر لمجلس الاتحاد (اللجنة العامة) بجمهورية النيجر.

 

كل ذلك يبرهن على اهتمام المجموعة الإفريقية باتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي يولي عناية خاصة لقضايا القارة الإفريقية. لكننا نأمل أن يشكل هذا المؤتمر، علامة بارزة في التضامن مع إفريقيا، خاصة أن إفريقيا، بعد عقد آخر مؤتمر للاتحاد فيها، شهدت انتشار جائحة كوفيد ١٩  التي كانت لها انعكاسات صعبة على كل مناحي الحياة، وازدادت التهديدات الأمنية بفعل تفاقم ظاهرة الإرهاب، واضطرب التموين بالحبوب بسبب الحرب في أوكرانيا، ورمت تداعيات التغير المناخي بثقلها على إفريقيا.

 

كل ذلك يجعل الأفارقة يتطلعون إلى الاهتمام أكثر بقضاياهم، وبما أن هذا المؤتمر ينعقد تحت شعار «دول الاتحاد: التصدي لتحديات التغير المناخي في العالم» فإن مشاكل الجفاف والتصحر تعد من أبرز ما يواجهه سكان دول المجموعة الإفريقية على هذا الصعيد. واذ اؤكد على اهمية موضوع مؤتمرنا هذا فإنني اري أنه من واجبنا تفعيل منظومة القيم السامية لديننا الحنيف في مواجهة التغير المناخي بالتوعية والتوجيه واصدار تشريعات وتوصيات تحفز على التضامن بين الدول الإسلامية.

 

سيداتي – سادتي

منذ خمسة أشهر، اندلعت في غزة حربا غير متكافئة بين الشعب الفلسطيني في غزة المحتلة والكيان الصهيوني، وصلت شراسة الحرب إلى تدمير غزة فوق أصحابها الغزاويين، ووصلت شدة التدمير والخراب إلى قيام جمهورية جنوب أفريقيا برفع دعوى إلى محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني في إسرائيل بارتكابه جريمة ابادة جماعية، وحققت جنوب افريقيا نجاحا باهرا في مبادرتها حيث حصلت الدعوى على شبه اجماع في نطاق محكمة العدل الدولية. ولا شك أن ما تقوم به دولة إسرائيل يشكل نية في إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم قسريا خارج أراضيهم المحتلة.

 

لقد عقد اتحادنا منذ بداية العدوان، وحتى ما قبل مؤتمرنا، اجتماعا افتراضيا لرؤساء المجالس حول الأوضاع الخطيرة في فلسطين، وكذلك عقد اجتماعا طارئا للجنة فلسطين بطهران حول نفس الموضوع، ونظم كذلك اجتماعا افتراضيا للجنة حقوق الإنسان حول الأوضاع في فلسطين.. وأكد الاتحاد في كل هذه الاجتماعات، وكذلك في اجتماع اللجنة التنفيذية قبل اسبوعين بالجزائر، وفي الاجتماعات التحضيرية لهذا المؤتمر، على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للمسلمين، وأنه لابد من ايجاد حل عادل وعاجل لهذه القضية، وأنه لإسلام ولا استقرار في العالم إلا بنيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه، وأن القدس، وفي قلبها المسجد الأقصى، تبقي خطا أحمر بالنسبة لجميع المسلمين..

 

سيداتي – سادتي

أجدد الشكر لكوت ديفوار، برلمانا وحكومة وشعبا، على احتضانها هذا المؤتمر، وأتقدم إليها بأصدق التهاني على النجاح في تنظيم مباريات كأس الأمم بإفريقيا، آملا أن تتكلل اعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح والتوفيق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبيدجان – جمهورية كوت ديفوار

 

4 مارس 2024

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى