مقالات و تحليلات

المستشار القانوني الاماراتي الشاعر الدكتور حبيب بولاد يكتب للصدى : منهج دستور زايد

المستشار القانوني الشاعر الاماراتي الدكتور حبيب بولاد

المصدر : الكاتب /

أن أهم انجاز تحقق لدى أبناء الاتحاد هو الاحساس بالمسؤولية والانتماء لدولة واحدة هي دولة الاتحاد وأن من يتأمل طويلا في التجربة الاتحادية لدولة الامارات العربية المتحدة سوف يكتشف بأن خصوصيتها أشتملت على اتجاهات متباينة ومتنوعة ضمن مقومات صعبة للغاية .. وجدت الامارات نفسها فيها من جغرافيتها الصعبة بين سواحل البحر وأعماق الصحراء والأرض البكر التي دبت فيها الحياة على هذا النحو من التسارع التاريخي والتي شكلت عاملا قويا من التحدي والاستجابة له بكل نجاح .. وقد شملت ولادة المؤسسات والعمل في مختلف الأجهزة والمرافق الاقتصادية والتعليمية والصحية وبناء دولة الرخاء .. ولعل خصوصية هذه التجربة الاتحادية التاريخية الناجحة أن فوض الله لها وفي مرحلة تاريخية مهمة قائدا ملهما وزعيما هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو القائد الانسان الذي تمتع بقدرات فائقة من المهارة والمتابعة والمتطلعات والانفتاح والالتزام والعقيدة .. المغفور له قد نجح في تغيير واقع بلاده تغييرا جذريا نحو مراتب عالية من التحضر والرقي وأستطاع الموائمة بين موروثها وتراثها الأصيل وبين روح العصر بكل مايدعو لتطوير الحياة الحديثة والتعامل مع العالم كله .

جائت توثيق المسيرة المباركة حرصا من قادتها مشاركين في عملية البناء التي أهلتهم لكي يستشرق مستقبل هذا الوطن مستندا الى مبدأ المشاركة والشورى بين أبنائه من جهة وقادته من جهة أخرى فالكل مشارك في تحمل المسؤولية وفي تحما أعباء بناء الوطن وخدمته ولا مكان على أرضها للمتخاذلين أو المترددين أو الاتكاليين والمساهمة الفعلية المحسوسة في تحقيق الانجازات .

أن حكام دولة الامارات العربية المتحدة حفظهم الله ورعاهم لهم دورا مهما في صياغة رؤية أبناء الوطن في انجازات بلدهم على أنها مفاخر يعتز بها الجميع ويقفون أمامها مرفوعي الهامات وقد تملكتهم الكبرياء بتحقيق الازدهار في ظل قيادة حكيمة عرفت كيف تتعاطى مع المتغيرات من حولها بكل ابداع وصور .. أن الاتحاد لم يكن مجرد واجهة دستورية بل كان دائما في قلب عملية التحول والتغيير مستلهما رؤية قادة الوطن التي تجمعت بانجازات باهرة على ارض الامارات ولتجسيد لرؤية المغفور له الشيخ زايد ابتداء من بناء المؤسسات وهياكلها .

أن تعزيز كيان الاتحاد وتعميق الشعور بالانتماء لوطن واحد وشعب واحد لتغدو الامارات نموذجا يشار اليه بالبنان في سلامة الرؤية وصحة المسار ووضوح الأهداف .. عندما ننتقل الى العلاقات العربية والدولية نرا أن التوافق فكرا ومنهجا بين قادة الاتحاد قد أسهم تعزيز مكانة دولة الامارات العربية المتحدة على الساحتين العربية والدولية وأكسبها الاحترام والتقدير من شعوب ودول العالم وكانت قادة الاتحاد كانو دائما يرون أن دولة الامارات ماهي الا عنصر طبيعي في نفوس الأمة العربية وهي جزء من المجتمع الانساني تتفاعل معه في سرائه وضرائه وتسهم في بناء السلم والسلام العالمي ولها الشرعية الدولية وفق أرفع المبادئ الأخلاقية والانسانية .. مازالت دولة الامارات تتصدى للجور والعدوان والتمييز والارهاب وأدانة العدوان مهما كان مصدره ومبرراته كما كانت ومازالت تساند المظلومين من ضحايا العدوان والتمييز والارهاب في كل مكان ولا تأخذ لومة لائم في نبذ الظلم والارهاب ..

أن دولة الامارات العربية المتحدة مازالت تنادي باسترجاع جزر الامارات الثلاث المحتلة ومساندة القضية الفلسطينية ولم تكتفي بذلك بل قدمت كل ماتستطيع من مساعدات ضحايا الكوارث الطبيعية خدمة للانسانية ولتعزيز التضامن العربي وتعضيد أمن الخليج ومساندة قضايا الشعوب المضطهده وأدانة الاعمال الارهابية في العالم .. وقد وقفت دولة الامارات وقادتها وشعبا تأييدا عن هذه القضايا التي آمن بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومدافعا عن المبادئ العادلة التي طالما جسدت رؤيته في ايجاد عالم يسوده الأمن والسلام والاستقرار والازدهار وكان المغفور له ذا رؤية ثاقبة أنارت للعالم الطريق في ظلمة الليل ومكنتهم من لمس دروب الأمان واليقين .. عزاء المغفور له دائما في أبنائه وقادة الوطن وفي شعبه وفي الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظه الله ورعاه ليحمل راية التطور والتنمية وتحقيق أهداف الوطن وللمغفور له الشيخ زايد تهتف له القلوب شاخصة الى المولى العلي القدير تلهج بدعاء الرحمة والمغفرة ..

وللحديث بقية ..       

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى