تركي الفيصل رجل دولة أتقن السياسة / بقلم : ا.د كريم فرمان

المصدر : الكاتب /
حقيقة لا تربطني صلة بالأمير السعودي تركي الفيصل وكل ذكرياتي معه كنت شابا اشغل وظيفة سامية في احد المكاتب المتخصصة في ترتيب زيارات كبار الشخصيات الى بغداد بين الثماتينات واالتسعينات وشاهدته عن قرب مرات عديدة ومثل اغلب الشخصيات السعودية المعروف عنها الرزانة والبساطة والتهذيب العالي.
الامير تركي الفيصل حفيد الملك المؤسس عبد العزيز ونجل الملك فيصل الذي هو غني عن التعريف في مواقفه القومية وانحيازه لعروبته دوما وكما يقول المفكر العراقي الاستاذ حسن العلوي بان ملوك السعودية احسنوا الاختيار في اناطة مهام العلاقات العربية والخارجية إلى أبناء الملك فيصل وعلى راسهم شيخ الدبلوماسية العربية واميرها الراحل سعود الفيصل فهم قد تشربوا مباديء العروبة من جزيرة العرب ونهلوا من مدرسة فيصل الملك المنافح عن قضية فلسطين بقوة كما هو حال كل الملوك الاخرين .
تركي الفيصل المتخرج من جامعة جورج تاون بتفوق وزميل دراسة للرئيس الأمريكي الالمعي والمثقف بيل كلنتون والذي استمعت منه شخصيا في كثير من المنتديات ثناءه على زميله في جورج تاون الامير تركي الفيصل حيث كان يمده بكتب ومقالات عديدة ارست لديه قاعدة معلومات جيدة عن العالم العربي والاسلامي.

الدولة هي الفكرة الاساسية الحديثة التي ترتكز اليها دراسة علم السياسة والدولة بعبارة بسيطة مجموعة كبرى من المؤسسات التي يديرها رجال دولة كما اصطلح على تسميتهم.
اول شروط نجاح رجل الدولة في يومنا هذا يجب أن تضم دولته مجتمع مدني ينتمي إلى العالم الحديث فالدولة الوازنة هي دولة مؤسسات لا دولة أحزاب او جماعات تنتمي إلى العصور الوسطى.
رجال الدولة هم صناع التاريخ ومثلما يقال لكل زمان دولة ورجال ،ورجل الدولة قد يكون زعيم سياسي او إداري مدني او حتى جنرال عسكري ذي فكر استراتيجي يسهم في صناعة القرارات الصعبة.
الفيلسوف الفرنسي ماكس فيبر يقول ان اهم ميزة لرجل الدولة شخصيته القوية الواثقة التي تفرض احترامها على الجميع وصلابة عند المواقف والمنعطفات الصعبة وهو الذي يميز بين القرار التكتيكي والقرار الاستراتيجي بمهارة وحنكة وذكاء لتحجيم خصوم دولته.
تركي الفيصل ينتمي الى هذه القماشة من رجالات الدولة فقد تقلب في مناصبها الحساسة ووظائفها الدبلوماسية في أهم عواصم القرار وكما كان استاذنا في جامعة بنسلفانيا برفسور تيري رامسي يقول ان اول شرط يتحقق في رجل الدولة ان لا يستفز ويحافظ على هدوئه ورباطة جأشه وهذا ما تميز بها الفيصل.
فمن يتابع أحاديث له على القنوات التلفازية واخرها قبل ايام حديثه على قناة العربية مع الإعلامية المصرية الجريئة رشا نبيل في برنامج خارج الصدوق يتاكد تماما بان هذا الرجل لم يخلقه الله الا ليكون رجل سياسة محنك يوصل رسالة دولته إلى الفضاء الخارجي بمغلف مكتوب عليه لمن يهمه الأمر.
صحيح انه لا يمثل الان موقعا رسميا في دولته لكنه يعرف جيدا ثبات مواقف المملكة نحو القضية الفلسطينية فظهر يرتدي كوفية فلسطينية بدلا من اليشماغ الاحمر المعهود في ازياء رجال المملكة ليخاطب العالم ان المملكة لا تهزها رياح وعواصف مدارية تأتي من هذه الجهة او تلك فهي دولة مباديء اولا ولا تتلاشى هذه المباديء في تصاريف السياسة فالقافلة تسير… كما قال الامير ،
نعم فقد حبا الله المملكة بقيادة ملهمة تمتاز بالذكاء وحسن التصرف في المواقف الصعبة وفيها رجال يشبهون الامير تركي الفيصل من رجالات الدولة وخبرات ثرية تجعلنا نفخر بهم ومن التقى اي سيد او سيدة من المملكة من الناس العاديين يدرك كم هو مقدار حبهم لوطنهم واخلاصهم لعروبتهم ودينهم وما عرفنا عنهم غير الخلق الرفيع والكرم والعطاء.
تحية للأمير ورجل الدولة البارز والدبلوماسي المحنك الامير تركي الفيصل.