إفريقي ومغاربيالأخبارالصدى الثقافي

البحرين : الشيخ ماحي نياس يدعو من مؤتمر الحوار الإسلامي-الاسلامي إلى الحوار  لرأب الصدع ولمّ الشمل وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية

الخليفةالشيخ ماحي إبراهيم نياس

شارك وفد من الخلافة العامة للطريقة التجانية الابراهيمة في مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي الذي احتضنته العاصمة البحرينية المنامة مؤخرا ممثلا لسماحة الخليفة الشيخ محمد الماحي إبراهيم نياس

وضم الوفد الأمين العام للاتحاد الإسلامي الشيخ إبراهيم ناصر الدين نياس والأمين التنفيذي المكلف بالشركات والعلاقات الخارجية السيد عبد الله محمد الماحي إبراهيم نياس

وقد ألقى المشاركون باسم سماحة الخليفة كلمة هامة أمام المؤتمرين هذا نصها :

كلمة الخليفة الشيخ محمد الماحي إبراهيم نياس
في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي

المنامة – مملكة البحرين
19-20 فبراير 2025

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمرنا بالاعتصام بحبله وعدم التفرق، وأوصانا بالتآخي في الدين، وجعلنا أمة وسطًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم،
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أ. د. أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين،
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة،
السادة العلماء والمفكرون،
الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني أن أقف بينكم اليوم في هذا المؤتمر المبارك الذي يجمع علماء الأمة ورموزها الفكرية والدينية، في لحظةٍ تاريخية نحن أحوج ما نكون فيها إلى الحوار والتفاهم، لرأب الصدع ولمّ الشمل وتعزيز أواصر الأخوة الإسلامية؛ كما يسرني أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان لمملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعبًا، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على احتضان هذا المؤتمر ورعايته، ولفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومجلس حكماء المسلمين على هذه المبادرة التي تأتي في وقت حساس تمر به أمتنا الإسلامية.
أيها الإخوة الكرام،
إن الأمة الإسلامية اليوم تواجه تحدياتٍ جسيمة، تتعلق بوحدتها، واستقرارها، وصورتها في العالم، كما تواجه محاولات متكررة لإضعافها من الداخل، عبر إثارة النزاعات المذهبية والعرقية، وتغذية الانقسامات التي تجعلنا في حالة ضعفٍ وفرقة، لكننا نؤمن يقينًا أن ما يجمعنا كمسلمين هو أكبر وأعظم مما يفرقنا، فلدينا كتابٌ واحد، ورسولٌ واحد، وقبلةٌ واحدة، ورسالةٌ تحمل القيم السامية للعدل والرحمة والإحسان.
إن وحدة الأمة الإسلامية ليست خيارًا، بل ضرورة شرعية وأخلاقية وحضارية، فالتاريخ يشهد أن المسلمين في أزهى عصورهم كانوا متكاتفين، متعاونين، رغم اختلاف مدارسهم الفقهية والفكرية، ولم تكن هذه الاختلافات سببًا للتنازع، بل كانت منبعًا للثراء العلمي والمعرفي. واليوم، لا يمكننا مواجهة التحديات الكبرى إلا عبر إحياء روح الأخوة الإسلامية، وتعزيز ثقافة التسامح والحوار بين المذاهب والطوائف، وتغليب مصلحة الأمة على المصالح الضيقة.

أيها الحضور الأفاضل،
لقد وضع هذا المؤتمر أهدافًا سامية، تتوافق تمامًا مع ما ندعو إليه ونعمل عليه في الاتحاد الإسلامي الأفريقي، الذي أتشرف برئاسته؛ فمن تعزيز الحوار الإسلامي – الإسلامي، إلى ترسيخ ثقافة الاعتدال والوسطية، إلى العمل على مواجهة خطاب الكراهية والتفرقة، إلى دعم المؤسسات الدينية والعلمية في نشر الفكر المستنير، إلى إشراك المرأة والشباب في مسار الحوار الإسلامي، كلها أهدافٌ تصب في مصلحة الأمة وتتماشى مع رسالتنا في الاتحاد.
ومن هذا المنطلق، يسر الاتحاد الإسلامي الأفريقي أن يعلن استعداده التام للانخراط في لجان المؤتمر، عبر خبرائه وعلمائه، للمساهمة الفاعلة في تحقيق أهدافه النبيلة. فالمسؤولية جماعية، والتحديات تستدعي منا جميعًا أن نعمل يدًا بيد، بلا إقصاء أو تهميش، بل بحوارٍ صادقٍ ومسؤولٍ، ينطلق من المشتركات الواسعة التي تجمعنا، ويتجه نحو بناء مستقبلٍ أفضل للأمة الإسلامية.
أيها الإخوة الأعزاء،
إننا بحاجةٍ إلى رؤيةٍ جديدةٍ في إدارة التنوع داخل مجتمعاتنا الإسلامية، تقوم على مبدأ التعايش والتكامل بدل التنافر والتنازع، وتستفيد من التجارب الناجحة في تدبير الاختلافات الفكرية والمذهبية. كما أننا بحاجة إلى إطارٍ دائمٍ للحوار الإسلامي – الإسلامي، يضمن استمرار التشاور والتنسيق بين العلماء والقيادات الدينية، ويحول دون تفاقم النزاعات والصراعات التي لا تخدم إلا أعداء الأمة.
وفي هذا السياق، فإننا نؤكد على ضرورة:
• إحياء روح التضامن الإسلامي، والانتقال بالحوار من دائرة المجاملات إلى حوار عملي مؤسس على مبادئ واضحة وآليات تنفيذية محددة.
• تعزيز دور المرجعيات الدينية والعلمية في إرساء خطابٍ معتدلٍ ومؤثرٍ، يسهم في توعية المجتمعات الإسلامية وقطع الطريق أمام الأفكار المتطرفة.
• الاهتمام بالشباب والمرأة كركيزتين أساسيتين في بناء مستقبل الأمة، وفتح المجال أمامهم للمشاركة في صياغة الخطاب الإسلامي المتجدد.

ختامًا،
يطيب لي أن أجدد التأكيد على أن هذه المبادرة المباركة، التي تجمعنا اليوم، تمثل بدايةً لمرحلة جديدة من التفاهم الإسلامي، وعلينا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية في حماية هذه الوحدة، ورعاية هذا الحوار، والعمل على استدامته وتطويره.
أسأل الله أن يبارك جهودكم، وأن يوفقنا جميعًا لما فيه خير الأمة ووحدتها، وأن يجعل هذا المؤتمر خطوةً مباركة نحو مزيدٍ من التقارب والتعاون بين المسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى