الأخبارصدى الاعلامعربي و دولي

“صمود غزة” يفضح أوهام المهنية والحياد فى الإعلام الغربى..الجاردين..BBC نموذجا …

جارديان البريطانية تتخلى عن رسام كاريكاتير بعد رحلة 40 عاما بسبب نتنياهو.. BBC تفتح تحقيقا عاجلا بسبب منشورات محرريها لدعم فلسطين.. وتضليل CNN

كتبت ريم عبد الحميد – نهال أبو السعود/

لا يزال الإعلام الغربى غارقا فى انحيازه المقيت للروايات الإسرائيلية، لا يلتفت إلى شعاراته السابقة بالنزاهة المهنية وحقوق الإنسان، ولا تحركه حتى المآساة الإنسانية الواضحة فى غزة لمحاولة الإنصاف فى نقل الحقائق.

 

 ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين الأبرياء فى قطاع غزة، والتى أسقطت حتى الآن أكثر من 2800 شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، تواصل صحف الغرب التخلى عن الحياد، ومحاباة إسرائيل بل وتكميم أفواه من يحاول أن يبدى وجهة نظر أخرى.

 

 أحدث حلقات الإنحياز الأعمى كانت من قبل صحيفة الجارديان البريطانية، والتى تعتبر من بين الأقل إنحيازا بين وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية. فقد تخلت الصحيفة عن رسام الكاريكاتير الشهير ستيف بيل، بعد رحلة عمل امتدت 40 عامًا، وذلك لرسمه كاريكاتير اعتبرته إدارة الصحيفة مسيئًا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ويشبه بينه وبين المرابى اليهودى شايلوك، بطل مسرحة تاجر البندقية، لشكسبير.

 

وجاء قرار الجارديان بعد ساعات من نشر الرسمة التى ظهر فيها نتنياهو، وهو يجرى عملية جراحية على بطنه تشكل قطعا فى خطوط قطاع غزة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.

 

وأظهر ستيف بيل، رئيس الوزراء الإسرائيلى وهو يستعد لإجراء عملية جراحية على بطنه مرتديا قفازات الملاكمة، حيث يمكن رؤية الخطوط العريضة لقطاع غزة مع عبارة تقول “يا سكان غزة.. اخرجوا الآن” فى إشارة الى أمر الاخلاء الذى أصدره نتنياهو لسكان القطاع.

 

وقال بيل، الذى عمل مع صحيفة الجارديان لأكثر من 40 عاما، أن الرسوم الكاريكاتورية أثارت إدارة الصحيفة، وتابع فى منشور على منصة “اكس”: “فقط للتوضيح، قدمت الرسم الكاريكاتورى حوالى الساعة 11 صباحًا، وربما هو أقدم رسم كاريكاتورى على الإطلاق، ولكن بعد 4 ساعات فى القطار المتجه إلى ليفربول، تلقيت مكالمة هاتفية مشئومة من المكتب تحتوى على رسالة غامضة بشكل غريب فيها عبارة (رطل من اللحم)” فى إشارة الى الرسم الأخير.

 

وتابع: “قد تكون عبارة (رطل من اللحم) إشارة إلى شيلوك، المرابى اليهودى فى مسرحية شكسبير تاجر البندقية“.

 

وقال متحدث باسم صحيفة الجارديان: “تم اتخاذ القرار بعدم تجديد عقد ستيف بيل، لقد كانت الرسوم الكاريكاتورية لستيف بيل جزءًا مهمًا من صحيفة جارديان على مدار الأربعين عامًا الماضية، نشكره ونتمنى له كل التوفيق.

 

 

 

 وقبل واقعة الجارديان، كانت سقطة بى بى سى. حيث فتحت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقًا هذا الأسبوع مع الصحفيين والإعلاميين المنتسبين لها، بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية ودفاعهم عن فصائل المقاومة.

 

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها “تحقق بشكل عاجل” فى مزاعم بأن العديد من مراسليها أشادوا بالهجمات على إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعى، بعد أن قالت شخصيات متعددة تابعة لقناتها العربية أن الضحايا المدنيين (الإسرائيليين) لا ينبغى اعتبارهم مدنيين أبرياء.

 

ولم يكن الانحياز الصارخ قاصرا على الصحافة ووسائل الإعلام الغربية وحدها بالطبع، بل وصل الأمر إلى أن حتى كبار المسئولين بدأوا يروجون لأكاذيب فى محاولة لتبرير مواقفهم المخزية من مساندتهم لإسرائيل فى حربها على الفلسطيينيين.

 

بايدن والرؤوس المقطوعة.. الرئيس الأمريكى يسقط فى فخ الأكاذيب

منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان إسرائيلى صارخ على قطاع غزة، تبنت الولايات المتحدة الموقف المعتاد من مساندة إسرائيل التامة، وإرسال مساعدات عسكرية على الفوز تمثلت فى حاملتى طائرات وقوات خاصة وغيرها من الأسلحة التى طلبتها الدولة العبرية بشكل فورى.

 

 

 لكن الرئيس الأمريكى لم يكتف بذلك، بل حاول أن يدعم برسالة تعاطف مبنية على أساس مزيف. ففى كلمة ألقاها أمام الطائفة اليهودية الأسبوع الماضى، قال بايدن أن على الأمريكيين رؤية ما يحدث، وأنه لم يتخيل “رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال”.. وأضاف أن “هذا الهجوم كان حملة من القسوة الخالصة وليس الكراهية فقط ضد الشعب اليهودى“.

 

لكن البيت الأبيض اضطر إلى التراجع عن تصريح بايدن، وخرج مسئول فى الإدارة الأمريكية ليقول عبر “سى أن إن” أن هذه التصريحات كانت مبنية على “مزاعم” مسئولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية.

 

 وقال المسئول، إن بايدن والمسئولين الأمريكيين لم يروا هذه الصور ولم يتحققوا بشكل مستقل من المزاعم.

 

 وجاءت هذه المزاعم أيضا على لسان مراسلة شبكة “سى أن إن” سارة سيدنر، حيث نشرت الرواية الإسرائيلية عن قطع رؤوس أطفال رضع على سد مسلحين فلسطينيين خلال عملية طوفان الأقصى السبت الماضى. لكنها اعتذرت لاحقا وكتبت تغريدة على منصة إكس، تويتر سابقا، قال فيها ” الأمس قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى أنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع بينما كنا على الهواء مباشرة. وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال… كان يجب أن أكون أكثر حذرًا فى كلماتي. أنا آسفة“.

 

 وحاول المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى التغطية على تلك السقطة التى وقع فيها الرئيس الأمريكى، بقوله فى مؤتمر صحفى: ليس لدينا أى شأن فى التحقق من صحة هذه المنشورات، وليس لدينا أى سبب للشك فى الصور الواردة من رئاسة الوزراء الإسرائيلية.

 

فضيحة سى أن إن.. المخرج يوجه المراسلة بإبداء الذعر

وفى فيديو مسرب لشبكة سى أن إن الأمريكية ظهر خلاله عدد من المراسلين المنتمين للقناة وفى الخلفية صوت المخرج وهو يوجه إحدى المراسلات ويطالبها بـ”إبداء الذعر” من صواريخ المقاومة أثناء عملها برغم ما بدا فى المشهد من سكون وعدم تعرضهم أثناء حركتهم لأى سوء وظهر فى المقطع صوت المخرج وهو يوجه المراسلة ويقول: “تلفتى حولك بطريقة تظهرك مذعورة من القصف“.

 

نتنياهو وصورة الكلب

وفى الوقت الذى كان جيشه يشن حملته الوحشية ضد أهالى غزة وقصفهم بآلاف الصواريخ ليلا ونهارا بعد أن منع عنهم الماء والوقود والطعام، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلى ترويج الأكاذيب التى يدفع بها كمبرر لما يفعله بحق الفلسطيني.

 

 فنشر مكتب بنيامين نتنياهو ثلاثة صور قال إنها صور مروعة لأطفال قتلوا وحرقوا على يد وحوش حماس. وأظهرت الصور الثلاث ما بدا أنه طفلين احترقت جثتيهما بشكل يصعب التعرف عليهما، وجثة طفل ثالث ملطخة بالدماء.

 

 

 

 لكن الصحفى الأمريكى جاكسون هينكل فضح كذب نتنياهو باستخدام الذكاء الاصطناعى، وقال أن صورة الطفل المتفحم المزعومة ما هى إلا صورة تعود إلى كلب فى عيادة طب بيطرى تم تزييفها باستخدام التكنولوجيا الحديث.

 

فضيحة .. فيديو خطف الطفلة اليهودية المزعومة

 نشر مارك زيل، الأمريكى الإسرائيلى، ممثل جماعة جمهوريون فى الخارج من أجل إسرائيل، وهى منظمة سياسية مقرها الولايات المتحدة، مقطع فيديو على حسابه على إكس، زعم أنه يظهر أحد المسلحين الفلسطينيين مع فتاة يهودية مخطوفة تم نقلها على غزة.

 

 وتمت مشاهدة الفيديو أكثر من مليون مرة ومشاركته نحو 2000 مرة. لكن بعد نشر الفيديو على إكس، أشار المستخدمون إلى أن أصل الفيديو كان عبر منصة تيك توك ويعود إلى سبتمبر الماضى، وأن الناشر الأصلى قام بمسحه، لكن ظل الفيديو متداولا عبر السوشيال ميديا. وبعد ذلك، ظهر منشور زيل ومعه توضيح بانه لا يوجد مؤشر بأن الفيديو يظهر فتاة يهودية، أو أن الفتاة المختطفة تم إطلاق النار عليها فى غزة.

 

 وقالت مجلة تايم، إن هذا الفيديو كان واحدا من العديد من المعلومات المضللة والخاطئة والتى لم يتم التحقق منها والتى تم تداولها عبر السوشيال ميديا منذ السابع من أكتوبر.

 

وذكرت المجلة، أن نتائج سرية توصلت إليها منظمة “نيوز جارد”، التى تتعقب المعلومات المضللة، وجدت أن 14 معلومة مضللة على الأقل عن الحرب الإسرائيلية حققت 22 مليون مشاهدة عبر إس وتيك توك وانستجرام خلال الأيام الثلاثة الأولى من عملية طوفان الأقصى.

 

صحيفة أمريكية تتراجع عن مزاعم اغتصاب رجال المقاومة للنساء

وجدت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية فى موقف لا تحسد عليه، بعد أن اضطرت للتراجع عن ادعائها بأن المسلحين الفلسطينيين اغتصبوا النساء. وكانت الصحيفة قد نشرت مزاعم بأن فتاة ألمانية التى تعرضت لاغتصاب من قبل الفصائل الفلسطينية. لكن تبين أنها لا تزال على قيد الحياة ولم تتعرض للاغتصاب، حسبما أكدت والدتها بعد أن رأت الخبر.

 

اليوم السابع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى