الأخبارقضايا المجتمعمقالات و تحليلات

علمني التطوع !!! / بقلم : صالحه العليلي

التطوع عمل نبيل جدًا ،يدخل الفرح والسرور إلى قلوب الآخرين، ويعلم الناس ثقافة العطاء وحب الخير والإيثار والرغبة الكبيرة في فعل شيء مؤثر ومفيد يخدم الجميع.

 

كما انه يساهم في صقل شخصية الإنسان ويُشعره بالسعادة مما يجعله يشعر بقيمته في مجتمعه، خاصة أن التطوع يعطي دروسًا أخلاقية، ويجعله يعايش الكثير من التجارب في الحياة فيكتسب العديد من الخبرات المفيدة.

 

فما هو التطوع؟

 

هو تقديم المساعدة والعون من أجل تحقيق الخير للمجتمع والأفراد وإسعادهم.

 

التطوع بالنسبة لي:

 

في السابق عندما كنت أرى الشباب والفتيات والأطفال في الشوارع، أو في بعض الأماكن المختارة وهم يتعاونون في توزيع وجبات إفطار صائم بكل حب، والابتسامة على وجوههم،كنت أقول في نفسي تبارك الله من أين لهم كل هذه القوة والصبر، بالرغم من أنهم صائمون..

 

أنا كعادتي سنويا أضع خطتين خطة للعام  وخطه لرمضان، لان رمضان شهر مختلف عن بقية الشهور فدائما الخطة تكون مختلفة ويوجد بها شيء يشبه التحدي مع النفس.

 

ومن ضمن أهدافي كان التطوع، ولكن لم يكن إفطار صائم؛ مرت الأيام واقترب شهر رمضان المبارك  ،فطلبت من جمعيه سفراء الإمارات أن أكون مع المتطوعين في رمضان في مبادرة إفطار صائم، وليوم واحد فقط أو أسبوع، وبعدها سأقرر هل سابقي طوال الشهر أم لا؛ وكان رد الجمعية لي أن الخيار يرجع لي أولا وأخيرا.(ولكن الله عزوجل دائما يختار لنا الأفضل).

 

تجربتي في توزيع وجبات إفطار صائم.

 

منذ أول يوم أحسست بشعور جميل جدا؛ مما جعلني اتخذ القرار في نفس الوقت و نفس المكان، واضعة بنفسي  نية صادقة بأنني سوف أبقى طوال شهر رمضان المبارك..

 

تعلمت من الجميع وحتى الأطفال الذين كانوا يوزعون بروحهم الطاهرة وهم صائمون.

 

أما بالنسبة للأسر المتعففة، أعجبتني عزة النفس التي لديهم، لدرجة أنه عندما نعطيهم الوجبة ويأتي متطوع آخر ويعطيهم، يكون ردهم لا شكرا لقد أخذنا وهذا يكفي ،اذهبوا بما لديكم إلى منزل آخر ربما يحتاج أكثر منا..ما أجمل القناعة.

 

كانت تعبر الساعات بدون أن نشعر بالملل أو التعب والكل يعمل بروح الفريق الواحد بسعادة وفرح ،ربطتنا مع بعضنا كفريق واحد علاقة مودة مع الأهالي وأطفال المنطقة.

 

تعلمت من هذه لتجريه

 

تعلمت من تجربتي في التطوع الثقة بالنفس والقوه والشجاعة ، والتخلص من الأفكار والطاقة السلبية؛ وأن القناعة كنز لا يفنى؛وأن إسعاد الآخرين ولو بشيء بسيط هذا عمل كبير؛ وأن أظهر ابتسامتي قبل صنع المعروف ،تعلمت كيف أتعامل مع جميع الشخصيات المختلفة.

 

واكتشفت أن أهم ما في التطوع، هو الرغبة الصادقة عند القيام بأي عمل بغض النظر إن كان عمل تطوعي أم لا، وأن تكون الرغبة خالصة لوجه الله تعالى ؛ وأن احترام وتقدير الجميع بدون استثناء سواء كانوا من الزملاء أو الإدارة أو العائلات التي نقدم لها الوجبات.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى