الأخبارفضاء الرأي

الأستاذ محمد الحافظ ولد الخرشي عميد اللغة العربية ومربي الاجيال في الذاكرة

في اليوم العالمي للغة العربية نتذكر رائدت من رواد اللغة العربية و أحد المدافعين عنها وهو الأستاذ الشهم النبيل محمد الحافظ الخرشي الذي كان مغرما بهذه اللغة، ساعيا إلى إحلالها المكانة السامية التي تستحقها، متمسكا بإدخالها في حديثه اليومي، بل لقد كان حريصا على أن يتحدثها الآخرون من غير الناطقين بها. و أورد الآن قصتين من قصص كثيرة تؤكد هذا الحرص:
أذكر أنه كان  ذات يوم في سيارة أجرة في طريقه لزيارة بعض الأقارب، و كان السائق من إخوتنا الزنوج، و كان علي أن أوجهه لينعطف يسارا إلى المنزل المقصود، قال له الركاب :À gauche  فالتفت إليه محمد الحافظ غضبان، مؤنبا، قائلا  له: إلى اليسار. 
و ذات يوم كان – رحمه الله – يسير في الشارع، فاعترض طريقه فتى من الباعة المتجولين، يحمل بعضا من الموز في كيس، و قال له: اشتري مني ( بنانا )، فرد عليه محمد الحافظ رحمه الله: قل الموز أشتري منك.
 أما دوره في الدفاع عن اللغة العربية وتصميمه على فرض تعليم الفقراء والمهمشين عندما حرمت الوزارة التعليم  على المستمعين الأحرار وقامت بتفتيش ثانوية تيارت معقل “المستمعين الاحرار” الذين أدخلهم الأستاذ الخرشي جماعات ووحدانا، وعندما دخل المفتشون ووقف مدير التعليم آنذاك، وهو من أقاربه، وأمر المستمعين الأحرار أن يقفوا لطردهم، فقال الأستاذ محمد الحافظ الخرشي كلمته (المدوية قفوا جميعا فقد ولدتكم امهاتكم أحرارا …وقال لوفد الوزارة …انتم تمثلون التعليم وتحرمون الناس من التعلم انتم تسرقون أموال الدولة وتضعونها في جيوبكم وانا لم أفعل إلا تعليم أبناء الفقراء والمهمشين….  الا لا يجهلن أحد علينا …. فنجهل فوق جهل الجاهلينا).
استغرب في اليوم العالمي للغة العربية أن لا تكرم هذه القامة الأدبية والعلمية التي ضحت بعمرها وعرق السنين، وجدها في تعليم الناس وتخريج آلاف من الأطر يشهدون له بذلك.
جعل الله كل ما بذله من جهد في سبيل الرفع من مكانة اللغة العربية في  ميزان حسناته ورفع درجاته في العليين مع الذين أنعم الله عليهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

.ما مات من زرع الفضائل في الورى
            بل عاش عُمراً ثانياً تحت الثرى
فالذكر يُحيي ميتاً ولرُبّمــا
مات الذي مازال يسمع أو يرى

أحمد عبد الرحيم الدوه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى