وسط أزمة العلاقات مع فرنسا.. مارين لوبان في تشاد بدعوة رسمية من الرئيس ديبي
استقبل الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي إتنو، اليوم في مقر إقامته بمدينة أم جرس، زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان، رئيسة حزب التجمع الوطني.
وتأتي هذه الزيارة التي جاءت بدعوة من الرئيس ديبي، وسط توتر غير مسبوق في العلاقات بين نجامينا وباريس، عقب قرار تشاد إنهاء اتفاق التعاون العسكري مع فرنسا في نوفمبر الماضي.
زيارة لوبان إلى تشاد تحمل دلالات سياسية متباينة، إذ تقدم نفسها كصديقة لتشاد، في وقت تتبنى فيه خطابًا متشددا ضد المهاجرين الأفارقة، وترى في إفريقيا مجرد شريك اقتصادي بعيدا عن النفوذ الفرنسي التقليدي.
هذه المفارقة تطرح لكثير من المراقبين تساؤلات حول طبيعة العلاقة التي تسعى لوبان إلى بنائها مع الدول الإفريقية، ومدى استعداد تشاد لإعادة تعريف تحالفاتها بعيدا عن الإرث الاستعماري.
إنهاء الاتفاق العسكري مع فرنسا، الذي دام لأكثر من ستة عقود، يعكس رغبة تشاد في إعادة تشكيل سياستها الدفاعية بعيدا عن الوصاية الفرنسيةذ، وقد أكد وزير الخارجية التشادي أن القرار يهدف إلى تعزيز سيادة البلاد وبناء جيش أكثر استقلالية، ما يعني إعادة تموضع تشاد ضمن مشهد جيوسياسي متغير في منطقة الساحل.
في المقابل، تحمل زيارة لوبان بعدا داخليا في فرنسا، حيث تسعى إلى تقديم نفسها كزعيمة قادرة على إعادة صياغة العلاقات الفرنسية الإفريقية وفق رؤية قومية متشددة، فخطابها حول “سيادة الدول” قد يجد صدى لدى بعض القادة الأفارقة، لكنه يواجه أيضا انتقادات حادة بسبب مواقف حزبها المتطرفة تجاه الهجرة، خاصة من القارة الإفريقية.
وتضع هذه الزيارة تشاد في موقع حساس، فهي تسعى إلى التحرر من النفوذ الفرنسي التقليدي، لكنها في الوقت ذاته تستقبل شخصية سياسية لطالما ارتبط خطابها بمعاداة مصالح الأفارقة في فرنسا.
يبقى السؤال المطروح : هل تسعى تشاد إلى تنويع شركائها، أم أن هذا التقارب يعكس تحولا في علاقتها مع فرنسا وفق حسابات جديدة؟
التيار