الأخبارتحقيقات

خبير الاستدامة والتغير المناخي المهندس عماد سعد يكتب : الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد

 البلاستيك يعيش معنا، أصبحت البوليميرات جزاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. له إيجابيات لا غنى عنها لكن له سلبيات كثيرة يجب الحذر منها، فالنفايات البلاستيكية لها آثار سلبية على الصحة العامة والبيئة خصوصاً البيئة البحرية. فلو نظرنا إلى الإنتاج التراكمي للبلاستيك في العالم سوف نجد أن العالم ينتج 7.8 مليار طن من البلاستيك في السنة أي ما يعادل 1 طن نفايات بلاستيكية لكل انسان على قيد الحياة.

وتسبب الاكياس البلاستيكية الشفافة موت السلاحف البحرية والتي تعتقد بأنها قناديل بحرية فتأكلها، حيث أنها تقتات عليها وتؤدي إلى نفوق السلاحف، إلى جانب تلف الشعاب المرجانية بسبب حجب الضوء عنها. كما أن الأكياس البلاستيكية تسبب في نفوق عدد كبير من الثدييات والحيوانات البرية مثل (الجمال والأبقار)، وأن 50٪ من الجِمال النافقة بالإمارات سببها أكياس البلاستيك. وأغلب البلاستيك الذي ينتجه العالم يذهب إلى تغليف المواد والسلع الاستهلاكية أي ما يعادل 42 %، أما النفايات البلاستيكية تتركز بالتغليف والتعبئة أي المواد والسلع الاستهلاكية بما يعادل 74.2 %.

خبير الاستدامة والتغير المناخي، رئيس شبكة بيئة ابوظبي المهندس عماد سعد

إن استعمال الاكياس الورقية بدون شك هو أخف وطأة على البيئة من الأكياس البلاستيكية (لأنها قابلة للتدوير)، ولكنها ليست الحل الأمثل، ذلك لأنها تؤدي إلى قطع الكثير من الأشجار للحصول على الورق. أعتقد نحن جميعاً بحاجة إلى قرارات جريئة للحد من الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية، أسوة بعدد من دول العالم. وها نحن الآن نعيش بل ندعم هذه التجربة في دبي لأنها أحد أدوات تعزيز الاستدامة في المدن.

البلاستيك.. من أخطر الملوثات على كوكب الأرض، فالنظرة الحديثة لإدارة النفايات ترتكز على اعتبارها موارد والعمل على استرداد قیمتھا بما لا يؤدي إلى تلويث البيئة وتھديد للصحة العامة، فاليوم بات العالم يتجه نحو استعمال المواد المستدامة.. والاستغناء عن كل ما لا يمكن إعادة تدويره وعلى رأسها الأكياس البلاستيكية صعبة التحلل، من هنا يمكن القول أن فرض رسوم رمزية على استخدام الأكياس البلاستيكية يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح سوف تساهم في الحد من استهلاكها، بل سوف يدفع المستهلك إلى احضار أكياس قماشية أو من مواد قابلة للاستخدام مرات عديدة، هذه الخطوة سوف يكون لها أثر كبير على حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، من هنا يمكن القول أنه سيصبح في المستقبل القريب لزاماً على كل من يُقدم سلعة مُغلفة بالبلاستيك أن يتحمل مسؤولية ما يقدمه.  بل على المستهلك أن يتحمل جزءاً من المسؤولية عبر اختيار السلعة التي تنتج نفايات أقل عند اتخاذ قرار الشراء. أو أن يقوم بدفع تعرفة تلك الاكياس التي يستخدمها. كما أظن أننا سنواجه ضغوطاً أكبر حتى نصبح أكثر وعياً وإدراكاً لما نستهلكه. أخيراً أقول إننا يجب أن نكون واثقين وحذرين عند شرائنا أي غرض أن نستخدم سلة قماشية ونقلل استهلاك الأكياس ذات الاستخدام الواحد.

طبعاً التوعية بمخاطر الأكياس أحادية الاستخدام لا تكفي، لأنه في الحقيقة البلاستيك بحد ذاته ليس هو المشكلة وحظره ليس هو الحل؟ بل المشكلة في تغيير سلوك الافراد والمؤسسات والشركات في التعامل مع البلاستيك، لأن تغيير سلوك الافراد والمؤسسات هو من أصعب التحديات التي تواجه الدول سواء في موضوع البيئة او غيرها من القضايا، فلو عملنا مقارنة معيارية واستفدنا من تجارب الآخرين خصلنا إلى أن تغيير السلوك يحتاج إلى توفر ثلاث عناصر أساسية هي (القانون، التوعية، والتحفيز) وهذه العناصر لا تعطي نتيجة إلا مجتمعة مع بعضها البعض، وتطبيق تعرفة الـ25 فلس على  كل كيس بلاستيكي أحادي الاستخدام يعتبر ترجمة لهذه المعادلة من باب القانون، ولازم يتبعها برامج للتوعية والتحفيز لتحقيق أهدافها النبيلة.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى