الأخبارعربي و دولي

جنود صهاينة يعترفون: “تنافسنا على قتل طالبي المساعدات تنفيذاً للأوامر”

الصدى /وكالات
أقر ضباط وجنود صهاينة بتلقيهم تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين أمام مراكز تقديم المساعدات وصل إلى حد التنافس بينهم “من يقتل أكثر”.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن ضباط وجنود صهاينة قولهم إن فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات لم يكونوا مسلحين، ولم يشكلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار نحوهم.

وتبيّن محادثات أجرتها صحيفة هآرتس العبرية مع ضباط وجنود، نشرتها الجمعة، أن قادة في الجيش أصدروا أوامر بإطلاق النار نحو مدنيين لتفريقهم وإبعادهم، رغم عدم تشكليهم خطراً على الجنود.

 

وقال أحد الجنود: “هذا ميدان قتل. في المكان الذي كنت فيه، كان يُقتل يومياً ما بين شخص إلى خمسة، يتم إطلاق النار على كل من يقوم باختراق الخط الفاصل” ووصف أن العبور يصنف على أنه عمل إرهابي.

وأضاف الجندي: “تُطلق النار في الصباح الباكر إذا حاول أحدهم حجز دور من مسافة مئات الأمتار، وأحياناً يتم الهجوم عليهم من مسافة قريبة، رغم عدم وجود خطر على القوات”.

 

كما أشار إلى أن النشاط العسكري في منطقته يُطلق عليه اسم “عملية سمك مملّح”.

وقال أحد جنود الاحتياط، الذي أنهى هذا الأسبوع جولة أخرى في شمال القطاع: “غزة لم تعد تهم أحداً. لقد أصبحت مكاناً بقوانين خاصة به. فقدان الأرواح لم يعد يعني شيئاً”.

ومن بين جرائم جيش الاحتلال في محيط مراكز المساعدات، تذكر الصحيفة إطلاق جنود من الفرقة 252 النار، قبل أيام، على تقاطع طرق كان ينتظر فيه مدنيون شاحنات المساعدات. أحد القادة في الميدان أمر بإطلاق النار نحو مركز التقاطع، ما أسفر عن استشهاد ثمانية مدنيين، بينهم فتيان.

وقد جرى إبلاغ قائد المنطقة الجنوبية يانيف عسور، لكنه حتى الآن، باستثناء التحقق من التفاصيل، لم يتخذ أي إجراء ولم يطلب من فاخ توضيحات بشأن العدد الكبير من الشهداء في منطقته.

وفقاً لشهادات الضباط والجنود، تحولت الأمور أمام مراكز توزيع المساعدات إلى ميدان منافسة حيث اعترفوا أن بعض الوحدات تنافس بعضها البعض في سباق القتل تنفيذا للأوامر.

وللإشارة أفادت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد عشرات الفلسطينيين أمام مراكز توزيع المساعدات منذ انطلاق عملها إلى درجة أنها سُميت بـ “مصائد الموت”.

وفي ذات السياق، قالت مصادر في مستشفيات غزة إن 72 فلسطينيا استُشهدوا بمناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس الخميس، بينهم 7 قرب مراكز توزيع المساعدات.

“الموت يُوزع في غزة”.. 16 شهيدا ومئات الجرحى وسط طوابير المساعدات

وفي 19 جوان الجاري، استشهد 16 فلسطينيا وأصيب قرابة 100 آخرون، فجر الخميس، كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية قرب مركز توزيع وسط قطاع غزة، حسب مصادر طبية.

وقالت مصادر طبية في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى إن المستشفيين استقبلا “16 شهيدا وعشرات المصابين؛ جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص وقنابل على منتظري مساعدات قرب مركز توزيع بمحيط محور نتساريم”.

 

وأفاد شهود عيان بأن “قوات الاحتلال المتمركزة بمحيط محور نتساريم فتحت نيران رشاشاتها تجاه مئات الشبان الذين تجمعوا انتظارا لفتح مركز المساعدات الأمريكي الخميس”.

وأضافوا أن “مسيّرات للاحتلال ألقت عددا من القنابل تجاهه الشبان، ما أوقع شهداء وجرحى”.

و”ظل شهداء وجرحى على الأرض لعدة ساعات، حتى تمكنت طواقم الإسعاف من انتشالهم؛ نظرا لكثافة إطلاق النار وخطورة المكان”، وفق الشهود.

مصائد للقتل الجماعي.. هذا ما يفعله جيش الاحتلال بمنتظري المساعدات

ويوم الاثنين 16جوان الجاري، استشهد 20 فلسطينياً وأصيب المئات في هجمات شنها الاحتلال بالقصف وإطلاق النيران طالت مركزا لتوزيع المساعدات حوله الكيان إلى مصائد للقتل الجماعي.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مستشفى الصليب الأحمر استقبل منذ فجر اليوم – كحصيلة أولية 20 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة نتيجة قصف الاحتلال لمراكز توزيع المساعدات الإنسانية.

وقال شهود عيان إن آليات الاحتلال ومسيراته أطلقت نيرانها العشوائية صوب تجمعات المدنيين قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية في نتساريم.

 

وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار الاحتلال في تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر جهة مدعومة من الاحتلال وأمريكا، ومرفوضة من الأمم المتحدة، وذلك منذ 27 ماي الماضي.

ويرتكب الاحتلال مجازر بشعة بحق منتظري المساعدات، إذ يتعرضون يوميا لخطر الموت، بسبب الرصاص العشوائي والاستهداف المباشر لهم، حيث تجاوز عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات نهاية ماي الماضي إلى أكثر من 150 شهيدا، وعشرات المصابين.

وبهذا تحولت مراكز توزيع المساعدات الخاصة بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية الصهيونية الأمريكية المرفوضة أمميا، إلى مصائد للقتل الجماعي، عدا عن التعمد في امتهان كرامة الفلسطينيين، وإجبارهم على النزوح وسط ظروف إنسانية كارثية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى