غزة العزة ستظل صامدة رغم الإبادة و الحصار و التجويع / اباي اداعة

لا شك أن سياسة الإبادة و التجويع التي تبنتها إسرائيل بدعم غير مسبوق و مساندة معلنة من آمريكا و الغرب
تختزن من الوقاحة ما يكفي لمواصلة إطلاق مقولات تبريرية تدور حول لومة الضحية و إعفاء الجاني من المسؤولية و الملاحقة الجنائية عما يقترفه بشكل مستمر و دائم علي الملأ و أمام أعين العالم .
موقف ظالم و منحاز لإسرائيل ،
في محاولة لتبرير كل الأهوال و الأحوال و الفظائع و جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية في أبشع صور التطهير العرقي،
و التي ما فتئ الكيان الصهيوني يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني و خاصة داخل محيط غزة .
و بشكل يومي دون تمييز بين مناضلين صامدين علي طول خط المواجهة و أطفال ناموا علي بطون خاوية أو شيوخ أقعدهم المرض أو مرضي أو عوائل أسقطت فوق رؤوسهم أسقف المستشفيات و المباني السكنية أو نساء و أمهات يبكين
الفجع و الوجع و الجوع و العطش و المعاناة….الخ
كل هذه المظالم و المآسي تحدث داخل قطاع غزة و العالم يتفرج دون أن يحرك ساكنا .
إنها العنصرية المقيتة و الحقد الدفين إتجاه ساكنة غزة ،
فالتطبيع مع مشاهد الهدم والقتل و الموت و المذابح الجماعية داخل غزة أضحي صورة مألوفة تنقلها وسائل الإعلام يوميا لحظة بلحظة
اعتادها العالم و لم تعد تحرك فيه شعورا أو سكونا .
لعل ذلك أول مراحل إنهيار الأمم و تلاشي القيم الإنسانية و تراجع المبادئ و المواقف الشعبية و الحكومية النبيلة .
في الوقت الذي نري فيه السفاح نتنياهو يناشد ويطالب دون إستحياء قادة العالم منح جائزة السلام للرئيس الآمريكي الحالي المعتوه اترامب.
فلولاه لما حصل هذا التطاول و تجاهل إسرائيل للقانون الدولي و قرارات مجلس الأمن و التمادي في إنتهاكات حقوق الإنسان .
أي وقاحة أي مفارقة؟!
إنه منطق المكابرة و الغطرسة و العربدة و الطغيان و الكيل بغير مكيال.
بالتأكيد ما جري في غزة من جرائم و انتهاكات صهيونية أوضح للعالم ،
أن الديمقراطية أضحوكة و القانون الدولي أكذوبة و أن ليس ثمة قانون إلا قانون الغابة .
و أن الأمم المتحدة و المجتمع الدولي خدعة و أكذوبة ،
و الدفاع عن حقوق الإنسان شعار كاذب و خادع .
كما أفضح أيضا تراجع و تخاذل مواقف بعض حكومات و شعوب الدول العربيه و الإسلامية إتجاه غزة بدل الوقوف إلي جانب الحق و العدل !
دون مراعاة أن قضية الشعب الفلسطيني قضية معتقدات قبل أن تكون قضية أمة,
إنها أرض تنبض بروح المقاومة و تحمل آثار التاريخ و النضال ،
لعل مضامن و مقاصد البيتين الشعرين التاليين يعكسان و يجسدان ابعاد ما يحدث داخل قطاع غزة :-
قتل أمرء في غابة جريمة لا تغتفر
و قتل شعب آمن مسألة فيها نظر .
فأجمل ما لفت انتباهي و أخذ شكل اتريندات دارت حول العالم مما قيل و كتب مؤخرا بشأن محاصرة غزة و إبادة و تجويع أهلها هو :-
سيسجل التاريخ أن مصر كانت تملك النيل و معبر رفح يطل علي أراضيها، وأن غزة كانت تموت جوعا و عطشًا. سيسجل التاريخ أن السعودية والإمارات كانتا تملكان مساحات شاسعة من النفط، بينما كانت غزة تفتقر إلى وقود المستشفيات وسيارات الإسعاف. سيسجل التاريخ أن المسلمين كان لديهم أكثر من 50 مليون جندي، لكنهم لم يرسلوا جنديًا واحدًا إلى غزة ولم يوقفوا الإبادة الجماعية. سيسجل التاريخ أن المليارات أُنفقت على حفلات الرقص و المجون ، بينما لم يكن هناك خبز ولا ماء في غزة. سيسجل التاريخ أن تركيا استعانت بالإسلام كثيرًا، لكنها لم توقف المجازر في غزة. سيسجل التاريخ أن الأمة الإسلامية لامّت القادة، لكنها لم تتوقف عن شرب البيبسي والكوكاكولا، ولا مقاطعة منتجات العدو ،
سيسجل التاريخ أن أحرار الغرب خرجوا إلى الشوارع في مسيرات راجلة ضد الإبادة الجماعية، بينما لزم المسلمون وعلماؤهم منازلهم، يناقشون ويعيدون النظر في قضية المرأة التي ذهبت إلى الجحيم بسبب قطة. فما بالهم بموت آلاف البشر قتلا و تجويعا و عطشا في غزة
لا لشيئ سوي غطرسة و طغيان العدو و تقاعس و خذلان الأخ في الدم و الدين .
سوف لن يرحمكم التاريخ جميعًا، قادةً وحكامًا، بعد تدمير غزة وشعبها.
( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ..) ,صدق الله العظيم .
مأساة غزة ستظل تكتب بأحرف الصمود و الأمل إن شاء الله .
لك الله ياغزة
اباي ولد اداعة .