الأخبارفضاء الرأي

شهادةفي حق الرئيس السابق المرحوم العقيد محمد محمود ولد احمد لولي/محمد احمد العاقل

كما وعدناكم يوم امس للحديث عن اسباب تخلي الرئيس السابق المرحوم باذن الله صاحب الفضيلة العقيد محمد محمود ولد احمد لولي رحمه الله وادخله فسيح جنانه.

خلال سعينا وبحثنا الدؤب عن محاسن رجال موريتانيا من رؤساء ومسؤولين والذين تولو مناصب عليا في الدولة .
ومن خلال تتبع مسار هؤلاء وجدنا ان اغلبهم كان على المستوى نزاهة واخلاقا وانضباطا واحترما للقواعد الإدارية ومفهوم الدولة وكذلك قيم المجتمع .

واعطانا هذا البحث أن اخطر شيء مارسه الضباط الفاسدين الذي تعاقبوا على الكرسي بعد ولد هيدالة هو نكران محاسن من سبقوهم خاصة اولائك المستقيمين كولد هيدالة ومحمد محمود ولد احمد لولي وكالشهيد احمد ولد بوسيف لم يخلد تاريخهم ولم يدرس وحتى لم يدون .

وبما أن المصادر شحيحة واغلب من عاصروا حقبة هذه الصفوة المتميزة من القادة قد ماتوا الا اننا وبجهد خاص واعتمادا على ماتبقى من ذلك الجيل الذهبي استطعنا الحصول على مآثر من حياة هؤلاء العظماء .
حدثتني شخصيات متعددة ومن مختلف المواقع ان محمد محمود ولد احمد لولي رحمه الله حين تولى منصب رئيس اللجنة العسكرة ورئاسة الدولة وبعد مرور ثلاثة اشهر على استلامه السلطة لم يرق له المنصب وظل يزاوله بحذر شديد ويحدث دائما رفاقه ان هذ المنصب مجرد كرسي جمر لا غير .

وانه لايصلح له وعليهم اختيار احد الأشخاص من بينهم لتوليه ولكنهم يرفضون ويلحون عليه ويذكرونه بحساسية الموقف وان البلد لابد له من قيادة مستقيمة ومنضبطة وهو يحمل كل تلك الخصال وبالتالي عليه تحمل المسؤولية .

وبعد انقضاء تسعة اشهر على حكم موريتانيا وذات ليلة وهو قادم من زيارة لوالدته رحمها الله وكانت تسكن في حي شعبي بمقاطعة الميناء واثناء مروره بمحاذاة مجمع العيادات المعروف حاليا “بوكلينك” توقف هو وزوجته ليشتري بعضا من الكسكس من عند سيدة اعتاد الشراء من عندها رغم انه رئيسا.

ولما هم رحمه الله بالمغادرة استوقفته سيدة مسنة سمراء اللون تبدوا عليها ملامح الفقر والإعياء وطلبت منه شراء وجبة عشاء وخاطبته قائلة لي ثلاث ليالي لا أتناول شيئا وهي طبعا لاتعرف انه رئيس موريتانيا .

نزل من السيارة وعيناه تدمعان وحملها معه في السيارة واحضر لها عشاءا مناسبا ومنحها بعض المال وارسل معها من يوصلها للمكان الذي تسكن قيه .

وفي الغد أرسل سائقه ليسلمها مؤنة اربعة اشهر وفي الليلة الموالية قررالتخلي عن السلطة .
فقد ستدعي رئيس وزرائه محمد خونا ولد هيدالة في تلك الليلة وطلب منه الحضور اليه وكان الوقت متأخرا وحين وصل ولد هيدالة اخبره محمد محمود بأنه اخذ قراره النهائي ولا رجعة عنه .
بالتخلي عن كرسي الرئاسة وخاطبه بالقول خير من يتولى هاذ المنصب بعدي هو انت لمعرفتي بك وبقوتك في الحق وتدينك ورأفتك بالضعفاء .

وفي الصبح وبعد اجتماع اللجنة العسكرية تخلى عن المنصبين رئاسة الدولة ورئاسة اللجنة العسكرية نهائيا.

وقال كلمته الشهيرة الحمد الله الذي اراحنا من حقوق العباد والحمد الله الذي ساق لي تلك المسكينة لأتخلص من حقها .

بالله عليكم تصوروا معي كيف كان مجتمعنا وكيف اصبح .

كنا مجتمعا مثاليا تحكمه قيم الإسلام والإثار والتواضع ضباطه ضربوا اروع الأمثلة في الشهامة والإستقامة ونكران الذات ونفس القيم كان الجميع يتحلي بها كله .
حتىحلت الكارثة واصبحت المادة هي المعيار لتنهار القيم ويموت الضمير وماتت النخوة والشرف بسبب تحكم حثالة الأنذال في مفاصل الدولة .

الذين اتت بهم الصدف وديمقراطية معاوية العرجاء والتي افسدت كل شيء وحولت المجتمع الى حثالة من الديوهين لا يحسنون الا القوادة والتفنن في النفاق والرذيلة والطمع.

رحم الله طيب الذكر محمد محمود ولد احمد لولي برحمته الواسعة وجعل ذلك الموقف الشهم في ميزان حسناته انه ولي ذلك والقادر عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى