الأخبارمقالات و تحليلات

الشرف الانتخابي … بين التسقيط والتسخيف ! / حسين الذكر

حسين الذكر / كاتب عراقي

في واحدة من اهم سمات العصر الديمقراطي ان يكون تبادل مواقع السلطة سلميا وعبر صناديق الاقتراع حصرا وهذا ما يجعل التنافس الانتخابي مفترض التركيز على الخطط الاستراتيجية التي تؤمن سلامة الوطن ودعمه بالاستقرار وتهيئة فرص الرقي والازدهاء ورفع مستوى الوعي المجتمعي من خلال خطط عصرية حضارية راقية وكذا تلبية حاجات المواطن الملحة فضلا اشاعة الامن واطلاق حرية التعبير الهادفة للبناء وليس للتخريب .
وفقا للاهداف الكبيرة والاستراتيجية بعيدة المدى فان الترشح للانتخابات يجب ان يكون على مستوى التحدي وما ينتظر من المسؤوليات الثقيلة جدا .. فالعملية لا تحصر بالامتيازات والسفرات والحمايات و( كشخات ونفخات ) فحسب .. بل هي ابعد من ذلك .. انها مسؤولية ثقيلة مكلفة في حلالها فعلا ( حساب وفي حرامها عقاب ) ..
من اهم صفات العهد الديمقراطي المعبر عنه بالتنافس وصناديق الاقتراع ان تكون الاساليب التنافسية حضارية تبتعد عن سبل التسقيط والتبيت والتشويه فمن يلجا الى هذه الاساليب .. سيما ما كان منه (التسقيط بالتقسيط) .. بمعنى انه يبارك ويمجد شخص حينما يكون معه فيما يبدا بالتشهير والتسقيط حينما تكون له رؤية مغايرة وارتى ان يكون بجهة اخرى .. فان من يقتل الجار حتما سيقتلك ومن يسيء لابناء جلدتك يوما ما سيلتفت اليك ومن تعلم اغتياب الاخرين لا يمكن ان تسلم من لسانه ونواياه غير البريئة ..
ان العملية الانتخابية ليست سباق لاستعراض القوة واظهار قدرة البطش و( التحايل والخداع ) للاطاحة بالخصوم .. انها قضية وطن ينبغي المحافظة عليه وعلى قواعد امنه وسلمه وشخوصه حتى من نختلف معهم ..
لذا يجب التاني برفع واطلاق شعارات لسنا اهلا لها من قبيل ( خادم الشعب ) .. او ( اتعهد بالقضاء على الفساد ) او ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) او ( تحقيق العدالة الاجتماعية ) او ( البناء والاصلاح ) او( تحسين التعليم وتقديم الخدمات ) او ( القضاء على الرشوة والتزوير ). وغيرها الكثير من شعارات اصبح المرأ يخجل من رفعها لعدم قدرة الايفاء بالتزام تطبيقها وتحقيقها خلال دورات انتخابية خلت ..
يجب البحث عن البدائل والتفنن في البحث عن شعارات واقعية جديدة يمكن للمواطن تصديقها وامكانية تطبيقها ولو جزئيا .. كما يتطلب التفكير الجدي بتعديل الدستور وتحسين سبل العملية الانتخابية من جذورها من اجل ؤد الترشح ( الكيفي والمزاجي ) فالانتخابات قضية وطن وسلامة مواطن وشرف امة لا يليق بها الا من هو قادر على تنفيذ وعوده فضلا عن امتلاكه المؤهلات سيما الفكرية والاخلاقية والمقبولية منها ..

المصدر : الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى