ماكي سال يدعو إلى إصلاح الحوكمة العالمية: الديون الإفريقية عبء لا يطاق وصندوق النقد والبنك الدولي في دائرة الانتقاد
نيويورك: دعا الرئيس السنغالي السابق ماكي سال، الأربعاء، إلى إصلاح شامل وجذري للحوكمة العالمية والمؤسسات المالية الدولية، محذراً من أن عبء الدين الإفريقي «غير المستدام» يعوق التنمية في القارة.
وجاءت تصريحات سال خلال حفل إطلاق كتابه الجديد «إفريقيا في القلب»، حيث ألقى خطاباً حماسياً أمام شخصيات بارزة منها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيسة الموريشيوسية السابقة أمينه غريب، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق موسى فقي محمد.
وشدد سال على ضرورة تطوير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ووكالات التصنيف الائتماني التي اتهمها بإحداث اختلالات تزيد من تكلفة الاقتراض للدول الأفريقية.
وقال: «أنا لا أدعو إلى ثورة في الحوكمة العالمية، بل إلى تطور ضروري لهيئات صنع القرار في الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدولي». رغم إشادته بإنجازات انضمام إفريقيا إلى مجموعة العشرين وحصولها على مقعد ثالث في مجلس إدارة صندوق النقد.
وأدان بشدة تقييمات وكالات التصنيف التي اعتبرها «منحازة» وتزيد أعباء الدول الإفريقية، مشيراً إلى أن «الديون غير المستدامة تفتقر إلى حلول شاملة ودائمة»، داعياً إلى تصحيح «نظام عالمي قديم يتجاهل احتياجات القارة».
ويؤكد سال في كتابه، المؤلف من 23 فصلاً، على دور إفريقيا كشاب وشريك مزود للموارد الطبيعية وذو إمكانات زراعية هائلة، داعياً إلى تمكين القارة لتكون فاعلة في تحديد مصيرها.
واختتم بالقول: «مهما كانت جهود بلداننا، لن تتم التنمية دون إصلاح الحوكمة السياسية والاقتصادية والمالية العالمية»، داعياً إلى تعبئة جماعية لصناع القرار والمجتمع المدني والشباب.
تجدر الإشارة إلى أن الدين العام في السنغال بلغ 73.9% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024، وفقاً للبنك المركزي لدول غرب إفريقيا، فيما تتفاوض الإدارة الحالية على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي لتخفيف العبء.