الأخبارعربي و دولي

إستقالة ظريف تكشف المستور في إيران … والمعارضة: تؤكد أنها مؤشر على تصاعد الأزمة داخل النظام

الصدى – وكالات/

وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف

 كشفت الاستقالة التي تقدم بها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف عن وجود شرخ كبير بين المسؤولين الايرانيين حول السياسات المتبعة، واعادت الى الواجهة صراعات الإصلاحيين والمحافظين.

 

ودفعت زوبعة استقالة ظريف التي اعلنها عبر موقع انستغرام، بالمتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الى المطالبة بالكف عن التكهنات والتحليلات التي تتناول ظروف استقالة رجل الدبلوماسية الأول في طهران.

 

رفض للاستقالة

 

واكد بهرام قاسمي “ان اي تكهنات وتحليلات لدواعي استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف غير ما جاء في صفحته على الانستغرام غير صحيحة مسلطا الضوء على رفض ديوان الرئاسة الجمهورية استقالة وزير الخارجية.

 

واعتبر قاسمي “ان الاستغلال السياسي والفئوي لخطوة وزير الخارجية من قبل بعض الاوساط امرا مستهجنا ومرفوضا، وان هاجس ظريف ومنتهى جهوده منذ تصديه لوزارة الخارجية هو النهوض باقتدار ومكانة وصلابة السياسة الخارجية للبلاد”.

 

الدفاع عن مكانة وزارة الخارجية

 

واستعان المتحدث باسم الخارجية بما قاله الوزير المستقبل ردا على الاخبار التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام حول عزم مجموعة من مدراء وسفراء الجمهورية الاسلامية تقديم استقالة جماعية، حيث قال، “ظريف أكد ان جميع مدراء وسفراء الجمهورية الاسلامية الايرانية سيواصلون مهامهم الحساسة بمنتهى الصلابة والجدية لتحقيق السياسة الخارجية للبلاد والمصالح الوطنية والقومية الايرانية “.

 

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قدّم استقالته أمس، أشار “إلى أن هذه الاستقالة جاءت فقط للدفاع عن مكانة وموقع الوزارة في العلاقات الخارجية، وعن المصالح القومية الإيرانية”، مطالبا “بضرورة الحفاظ على مكانة الخارجية كأمر مصيري لصون الأمن القومي الإيراني”.

 

من دفعه لهذا الأمر؟

 

وربطت وسائل إعلامية استقالة وزير الخارجية الإيراني بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى طهران، حيث لم يظهر ظريف في أي اجتماع مع الرئيس السوري الأمر الذي فسره البعض على انه انتقاص من دوره من جهة، وامساك قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالملفات الخارجية الحساسة، غير ان النائب الإيراني احمد علي رضا بيكي حاول دحض هذه الرواية  كاشفا بان وزير الخارجية قدم استقالته منذ اكثر من شهرين وان ربط الاستقالة بقضية الزيارة هو مجرد ذريعة”، مضيفا ” اساس السياسة التي تابعها ظريف مبني على كسب ثقة الغرب وهو الامر الذي ادى الى فرض الكثير من الامور علينا”.

 

سطوة المتشددين

 

اعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران، رفع منسوب الضغوطات على ظريف الذي يعتبره المتشددون في ايران مهندس الصفقة النووية التي أدت وفق رأيهم الى تفكيك برنامج بلادهم النووي وخروجهم خالي الوفاض بالمقابل، ومع إعادة الإدارة الأميركية للعقوبات وضع المتشددون يدهم على الملفات الحساسة المتعلقة بالسياسة الخارجية لطهران.

 

مديح روحاني

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني الرافض لاستقالة وزيره مدح أداء الأخير وقدراته، وكتب محمود فازي، رئيس هيئة موظفي روحاني على حسابه على انستغرام يقول “إن كلمات الرئيس اليوم في مدح وزير خارجيته هي علامة واضحة على رضا ممثل الشعب الإيراني عن المواقف الحكيمة والفعالة”.

المعارضة: استقالة ظريف تؤكد تصاعد الأزمة داخل النظام

وفي سياق متصل أكدت المعارضة الإيرانية في أول تعليق لها على استقالة ظريف أن الاستقالة تؤكد تصاعد الأزمة والصراع على السلطة في داخل النظام.

 

وقال محمد محدثين رئيس اللجنة الخارجية لـ “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في تصريح صحافي الثلاثاء حول استقالة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني تسلمت “إيلاف” نصه “مع انتفاضة الشعب الإيراني ووجود معارضة قوية على الساحة الدولية وتبخر سياسة المهادنة مع نظام املالي فقد حان وقت الرحيل لظريف”.

 

واشار الى انه “إذا كان استقالته قد انتهت أو انقلبت في عرض سياسي فإن العالم سوف لن يخدعه لا روحاني و لا ظريف بعد ذلك وسيتعزّز قرار الشعب الإيراني بـ #RegimeChange.. موضحا انه خلال السنوات الخمس والنصف الماضية حاول ظريف خلق واجهة “صورة معتدلة ” للفاشية الدينية الحاكمة في إيران وتمهيد الطريق أمام التجارة مع النظام وتكثيف عمليات الحروب والارهاب.

 

وشدد محدثين على ان “استقالة ظريف لأي سبب كان وبغض النظر عن النتيجة تشير إلى تصاعد الأزمة والصراع على السلطة في داخل النظام، كما تشير إلى إخفاقاته الدولية.

 

وفي وقت لاحق اليوم اعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ان الرئيس حسن روحاني رفض ‏استقالة ظريف.‏

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في بيان صحفي ان كل ‏التفسيرات والتحليلات عن اسباب استقالة ظريف غير صحيحة وبعيدة عن الحقيقة بحسب قوله.‏ودان ما وصفه بـ”الاستغلال السياسي من قبل بعض الداوئر الخاصة عن ‏استقالة ظريف”.

 

كما نفى قاسمي الأخبار المنتشرة حول نية عدد من المسؤولين في ‏الخارجية الإيرانية الاستقالة. ‏وكان وزير الخارجية الإيراني قد قدم استقالته من منصبه مساء امس ‏الاثنين.‏

 

واليوم كشف ظريف عن أسباب استقالته المفاجئة وقال موقع “انتخاب” الإيراني أن ظريف اوضح في رسالة قصيرة إلى مراسل هذا الموقع بعد صور لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني امس “لم يعد جواد ظريف منظورًا إليه بعَين الاعتبار كوزير لخارجية إيران في العالم”.

 

يشار إلى أن لقاء الأسد بالمرشد الإيراني حضره شخصيات مثل قاسم سليماني وعلي أكبر ولايتي وفي لقائه مع روحاني کان سليماني وواعظي إلى جانب الرئيسين.

 

كما انتشرت معلومات اليوم عن احتمال استقالة بعض الدبلوماسيين الإيرانيين إذا ما تمت الموافقة على استقالة ظريف الذي علق عليها طالبا من الدبلوماسيين “الامتناع تمامًا عن مثل هذه الأعمال” وأعرب عن أمله في أن تكون استقالته “فرصة لعودة وزارة الخارجية إلى وضعها القانوني في العلاقات الخارجية”.

 

نقلا عن “إيلاف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى