وزير الخارجية التونسي: زيارة الملك سلمان تعكس النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين البلدين
الصدى – متابعات /
يزور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تونس، في زيارة رسمية توصف بالتاريخية، ويراهن الجانبان التونسي والسعودي على أن تفضي إلى نتائج إيجابية.
أكد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أن بلاده تربطها بالمملكة العربية السعودية، علاقات أخوة عريقة تعود إلى فترة الكفاح الوطني ضد الاستعمار، وتعاون اقتصادي متين يعكسه حجم الاستثمارات السعودية في تونس الذي يُقدر بـ1808.963 مليون دينار
وعشية الزيارة المُرتقبة للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى تونس، وصف الجهيناوي لـ”العرب”، هذه الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الباجي قائد السبسي، بالهامّة، وتعكس النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين البلدين.
وتستعد تونس لاستضافة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في زيارة رسمية تُوصف بالتاريخية، من شأنها تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية التي ما فتئت تتطور على قاعدة الروابط الأخوية، والتعاون في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية، وكذلك أيضا الثقافية.
وتزينت شوارع تونس بلافتات كبيرة تحمل صور العاهل السعودي، وذلك في إطار الاستعداد لهذه الزيارة التي يُنتظر أن تتم قبل نهاية الشهر الجاري، لتُشكل بذلك نقطة تحول في العلاقات السياسية والاقتصادية بين تونس والسعودية.
ويُنتظر أن يصل العاهل السعودي إلى تونس، قبل نهاية الشهر الجاري، على رأس وفد ضخم يضم العشرات من رجال الأعمال والسياسيين، إلى جانب وفود إعلامية وثقافية ومالية وأمنية كبيرة.
وقال وزير الخارجية التونسي لـ”العرب”، إن العلاقات التونسية- السعودية شهدت نقلة نوعية بعد الزيارة الناجحة التي أداها الرئيس الباجي قائد السبسي إلى الرياض يومي 22 و23 ديسمبر 2015، حيث تم خلالها التوقيع على اتفاقيات في المجال العسكري والحماية المدنية والنقل، واتفاقيتي قرض مع كل من الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية.
السعودية مولت مشروع إنشاء مستشفى شامل التخصصات في القيروان، وترميم مسجد عقبة بن نافع والمدينة القديمة
وأضاف أن تلك العلاقات ازدادت متانة، عكستها الزيارات المُتبادلة على أعلى مستوى، حيث شارك الرئيس قائد السبسي في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي عُقدت بالرياض في 21 مايو 2017، كما زار أيضا السعودية في 15 أبريل من العام الماضي، للمشاركة في الدورة الـ29 للقمة العربية التي عُقدت بمدينة الظهران.
وبالتوازي، يُضيف الجهيناوي، “قام الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بزيارة رسمية إلى تونس يوم 27 نوفمبر 2018 على رأس وفد هام من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين”.
وتم خلال هذه الزيارة “تقليد ولي العهد السعودي بالصنف الأكبر من وسام الجمهورية التونسية”.
وفي 12 ديسمبر 2018، زار رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السعودية، والتقى خلال تلك الزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر العوجا بالدرعية، حيث تم خلال تلك الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بلغت قيمتها 350 مليون دينار، لتمويل مشاريع تنموية زراعية، وأخرى تتعلق بتطوير شبكات توزيع الماء الصالح للشراب بالوسط الريفي التونسي.
ويؤكد وزير الخارجية التونسي على أن علاقات صداقة تاريخية وتعاون اقتصادي هام في العديد من المجالات، تجمع بين تونس والمملكة العربية السعودية التي “وقفت دائما إلى جانب تونس″.
ولفت في هذا السياق، إلى أن السعودية هي ثالث مستثمر عربي في تونس، حيث يبلغ عدد المؤسسات السعودية أو ذات المساهمة السعودية 45 مؤسسة بحجم استثمارات يقدر بحوالي 1808.963مليون دينار، ساهمت في إحداث ما يقارب 6546 موطن شغل مباشر.
ويرى مراقبون أن العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية تمثل حجر زاوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها، من مجالات التعاون الأخرى، لترتقي بأهميتها إلى مصاف العلاقات التاريخية، وسط حرص لافت على مزيد تمتينها عبر تفعيل مختلف آليات التعاون المشترك.
وعلى هذه القاعدة، تحمل زيارة العاهل السعودي لتونس رسائل سياسية تنطوي على سلسلة لا تنتهي من الدلالات في علاقة بخارطة الأولويات التي تحكم العلاقات بين البلدين، بحيث لا يمكن فصلها عن سياق حرص قيادة البلدين على الارتقاء بتلك العلاقات إلى أعلى مستوى.
بل إن توقيتها الذي يتزامن مع استضافة تونس للدورة العادية الـ30 للقمة العربية، التي من المُقرر أن تبدأ أعمالها في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، أعطى هو الآخر، أبعادا إضافية إلى هذه الزيارة بقياسات سياسية، تتجاوز البعد الثنائي، إلى ما هو إقليمي ودولي، ارتباطا بطبيعة المرحلة ومُتغيراتها التي تستدعي المزيد من التشاور وتنسيق المواقف بما يحقق المزيد من التكامل والتعاون في مختلف المجالات.
وفي تفاصيل دعم أواصر التعاون المشترك، يُشدد مسؤولو البلدين، على ضرورة المضي قدما نحو فتح آفاق جديدة أمام التعاون الاقتصادي تعتمد على تحقيق التوازن والتنمية بين الجانبين، وتطوير حجم التجارة البينية بين البلدين الذي يُقدر حاليا بـ293.33 مليون دولار.
وسبق لنائب الرئيس المنتدب للصندوق السعودي للتنمية، يوسف بن إبراهيم البسام ، التأكيد على أن السعودية تدعم كل ما من شأنه أن يرسخ الاستقرار السياسي والاقتصادي التونسي، ومن ذلك المساهمة في تحفيز إنعاش النشاط الاقتصادي من خلال مساهمات مستمرة للصندوق السعودي للتنمية في تمويل المشاريع التنموية المختلفة.
وكشف أن السعودية ساهمت في تمويلات إنشاء مستشفى شامل التخصصات في مدينة القيروان، وترميم مسجد عقبة بن نافع والمدينة القديمة في القيروان، إلى جانب تمويل المرحلة الثانية من مشروع السكن الاجتماعي لفائدة محدودي الدخل.
وعلى هذا الأساس، لا تخفي تونس تطلعها إلى نتائج إيجابية لهذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين.
الجمعي قاسمي