أخبار موريتانياالأخبارفضاء الرأي

رحيل آخر الشناقطة…! / بقلم الاستاذ محمد المختار الفقيه

بسم الله الرحمن الرحيم
رحيل آخر الشناقطة…!
ما الأعمارُ و إعْمَارها بالتعلم والعلم إلا منحٌ ربانية يَمُن بها ذو المَنِّ على من شاء من عباده.
ولقد قيَّضَ المنَّانُ، جل في علاه، لفقيد شنقيط: محمد المختار ولد ابَّاه الحظ الأوفى في عُمرٍ مباركٍ عَمَرهُ بالكد و المثابرة حتى وافى سامقات السماوات، عِلمًا، وعملاً، و خُلقاً!
و اليوم، إذَ نعاه الناعي ؛ فإنما نعى أمة من بعده تناوشها النصال فيُسفِّهُ بعضها بعضا؛ بل يواجه بعضها بعضا بالأسِنَّة لمجرد اختلاف في الرأي!
وقد كان فقيدنا بصيرا بالواقع، سمحا متسامحا، مصلحا متصالحا مع الجميع لا يخوض فيما يخوض فيه الخائضون من سقط الفكر.
خاض فقيدنا لجج الحياة في أناة ٍ و حكمة، رغم تباين المواقع التي تبوأها في سوح متصارعة؛ فظل كما هو ممسكا بقياد نفسه، ثابتا على المحجة بعقلية الرائد الماهر الذي يرتاد المجابات و المفاوز، طورا في وضح النهار، و طورا في حوالك الليالي ؛ فيحسن الإقلاع و المنزل، و يأنف الهبوط الاضطراري!
ما ذا عساي أن أقول وكل القول فيك شيخنا محمد المختار ولد ابَّاه لا يوفيك شطرا من حقك؟!
” فَنَمْ في جوار الله ترعاك عينه
و يرعاك في دار الخلود محمَّدُ”
رضي الله عنك و ارضاك، وصلى الله و سلم على من لا مصيبة بعده.
المصدر : صفحة الكاتب على الفايسبوك 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى