الأخبارالصدى الثقافي

“بدر الكبرى المدينة والغزوة” .. كتاب نفيس للعلامة الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله

لماذا نحن حريصون على تذكر يوم بدر ؟ هل لأنها معركة خالدة فصلت بين تاريخ الدعوة الاسلامية ماقبل المعركة وبعدها !! أم لأنها اول حرب حقيقية بين المسلمين والمشركين أم لأنها أسست لكيان الدولة الاسلامية الذي نشأ في المدينة المنورة لأول مرة !! ام لأنها اشتملت على دروس وعبر كثيرة في المناحي الايمانية وفي المناحي الإدارية والعسكرية ايضا !! ام لأنها أسست لمبدأ الشورى في المعارك وارست قواعد الاجتهاد الانساني حتى وان كان العمل جهاد في سبيل الله .

نعم .. نحن نحتفي بيوم بدر ونتذكره لكل ذلك ، ولأنه يوم من ايام الله التي أُمرنا ان نحتفي بها ونتذكرها لقوله تعالى : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } ( سورة ابراهيم / 5) ونتعلم منها الدروس والعبر ونتذكرفيها اولئك الرجال الغر الميامين الذين صدقوا الله في ذلك الموقف العظيم ، فأجزل لهم الثواب وقال عنهم : { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ } ( سورة الأحزاب / 23، 24)

فبدر ليست مجرد معركة ، ولا نصر عادي ، انما هي انتصار للإيمان ، فقد كانت الثلة القليلة مع سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام في نقص من العدة والعتاد ، ولكنهم كانوا متشبعين بالإيمان ، وبما يبثه فيهم الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم فيما عند الله ، فاستوى عندهم ذهب الدنيا وترابها ، وكانوا لا يريدون الا مرضاة الله سبحانه وتعالى ، فلم تخفهم الجموع الكافرة ، ولم يخفهم ما رأوه من كثرتهم وسلاحهم ، ولم يفت في عضدهم نقص ماعندهم لأن من كان الله معه فكل شيء معه ولا يخاف أي قوة مهما عظمت.

وأنا في تصوري ان هذا هو الدرس الحقيقي الذي يجب ان نتشبث به نحن الآن في مشهد الأمة الاسلامية يومنا هذا ، والذي يشبه كثيرا حال المسلمين في ذلك الوقت في ضعفهم امام قريش وجبروتها وحلفائها

رابط الكتاب 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى