راديو سوا واشنطن: أي مستقبل ينتظر اقتصاد موريتانيا بعد دخولها سوق تصدير الغاز الطبيعي؟
الصدى/ راديو سوا ـ واشنطن
يعاني ثلث سكانها من الفقر رغم تصديرها لثروات طبيعية ضخمة ومتنوعة..
ثم انضمت مؤخراً لنادي مصدري الغاز الطبيعي، وسط ارتفاع حاد لأسعار الطاقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا..
فهل ستحقق موريتانيا تقدماً اقتصادياً وتقضي على الفقر إثر دخولها سوق تصدير الغاز في وقت لاحق من هذه السنة؟
تشير الأرقام الصادرة عن البنك الدولي إلى أن نحو ثلث سكان موريتانيا يعانون من الفقر. وترتفع هذه النسبة إلى 56.9 في المئة، في حال اعتماد المعايير متعددة الأبعاد التي تستخدمها دراسات منظمة الأمم المتحدة للطفولة، “يونيسيف”، ما يعني حرمانهم من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية، مثل التعليم والصحة وظروف المعيشة وفرص الحصول على وظائف. يأتي ذلك رغم أن البلاد اشتهرت بثرواتها الطبيعية الكبيرة، وتصديرها لعدة معادن مثل الذهب والنحاس وخام الحديد بالإضافة إلى أكثر من 600 نوع من الأسماك وعدة منتجات طبيعية أخرى.
إعلان غير مسبوق وسط تقلبات السوق العالمية
في منتصف فبراير الماضي، أعلنت وسائل إعلام محلية موريتانية، عن وصول منصة عائمة لتسييل الغاز الطبيعي إلى منطقة السلحفاة بحقل أحميّم الكبير للغاز، المشترك مع السنغال، والذي اكتشفته شركة “كوسموس إينرجي” الأميركية عام 2015. يأتي ذلك تمهيداً للبدء في تصدير الغاز بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 2.3 مليون طن. وتلك المنصة هي جزء من مشاريع كبرى لإنتاج وتسييل وتصدير الغاز الطبيعي في موريتانيا، أبرزها حقل “بير الله”، الذي يحتوي على احتياطي معلن يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعب من الغاز، ما سيمثل قفزة كبرى في الإنتاج.
من جهته، وخلال مشاركته في ندوة حول إسهام الغاز الطبيعي في التنمية، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلن وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني، الناني ولد اشروقه، أن بلاده ستبدأ إنتاج الغاز الطبيعي منتصف عام 2024. وتقدر الحكومة الموريتانية احتياطات البلاد من الغاز الطبيعي بأكثر من 100 تريليون قدم كعب، ما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة في أفريقيا بعد كل من نيجيريا والجزائر.
ويتزامن إعلان نواكشوط عن تلك المشاريع وسط ارتفاع ملحوظ لأسعار الطاقة العالمية، وتوقف تزويد أوروبا بالغاز الروسي عقب الحرب التي بدأتها موسكو منذ سنتين في أوكرانيا، وارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال. وفي ظل عدم توقيع عقود جديدة لتصدير الغاز من روسيا إلى الدول الأوروبية، أصبحت هذه الأخيرة تبحث عن مصادر بديلة، تؤمن تزويد السوق بطريقة موثوقة، ما يجعل الإعلان الموريتاني موضع ترحيب كبير.
همزة وصل و”عودة إلى صديق قديم”
يقول الصحفي المتخصص بالشأن الموريتاني في شبكة الشرق الأوسط للإرسال، إبراهيم العادل، الذي تحدث إلى بودكاست زوايا، إن البداية الفعلية للبحث عن الغاز في موريتانيا إلى فترة ما بعد الاستقلال، وتطورت خلال سبعينات القرن الماضي. وعلى عكس ما حدث في بلدان أخرى مثل الجزائر وليبيا، فإن توسيع الاكتشافات النفطية توقف بسبب ارتفاع تكاليف التنقيب والاستغلال في صحراء موريتانيا وأعالي البحار قبالة سواحل البلاد المطلة على المحيط الأطلسي.