الإعلام الرسمي بين الحقيقة المصادرة والواقع المُتخيل:- أحمدو ولد ممون –

التلفزيون الموريتاني بإعتباره الوسيلة الإعلامية الرسمية الأولى في البلاد يُفترض أن يكون المرآة التي تعكس واقع الوطن بأفراحه وأتراحه بإنجازاته وإخفاقاته بصوت شعبه وليس فقط بأصوات مسؤوليه .. ولكن المتابع لبرامج القناة الرسمية يلاحظ أنها في كثير من الأحيان تنحرف عن هذا الدور الطبيعي لتتحول إلى مسرحية مكررة يُعاد إخراجها كل مرة وفق مقتضيات السلطة ومتطلباتها معينة …

1. غياب التعددية في الطرح •••

● التلفزيون الموريتاني يُفترض أن يكون ملكًا لجميع الموريتانيين بمختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم لكنه في الواقع منحاز بشكل واضح للرؤية الرسمية للدولة .. فهو لا يفتح أبوابه إلا لمن يتبنى خطابًا متوافقًا مع الحكومة بينما تُقصى الأصوات المخالفة أو يُتاح لها هامش ضيق لا يكفي لخلق نقاش حقيقي ومتوازن …

2. برمجة تكرارية ومحتوى تقليدي •••

● يعتمد التلفزيون الموريتاني على نمط برامجي مكرر لا يواكب تطورات العصر فالنشرات الإخبارية مثلًا تُقدم بلغة خشبية تركز على إستقبال المسؤولين وتغطية الإجتماعات الرسمية وإبراز الإنجازات حتى وإن كانت على الورق فقط .. أما البرامج الحوارية فغالبًا ما يغيب عنها النقد البناء وتقتصر على ضيوف يُجيدون ترديد الخطاب الحكومي بدلًا من طرح قضايا الناس الحقيقية …

3. ضعف التغطية الميدانية لقضايا المواطن •••

● رغم أن التلفزيون الوطني يحمل شعار الخدمة العمومية إلا أن تغطيته لهموم المواطن ضعيفة جدًا .. كقضايا البطالة والصحة والتعليم والفساد وضعف البنية التحتية كلها ملفات لا تحظى بالإهتمام الكافي أو يتم تناولها بشكل سطحي لا يلامس جوهر المشكلة .. وفي المقابل نجد إهتمامًا مبالغًا فيه بتغطية الأنشطة الرسمية حتى وإن كانت غير ذات أهمية حقيقية …

4. الحاجة إلى إصلاح جوهري •••

●

إذا كان التلفزيون الموريتاني يسعى لإستعادة ثقة الجمهور فعليه الخروج من عباءة الإعلام الحكومي التقليدي والإنفتاح على القضايا التي تهم المواطن .. ويجب أن يكون منبرًا حرًا يُتيح المجال لكل الآراء دون إنتقائية ويواكب التغيرات الإعلامية الحديثة سواء من حيث الشكل أو المضمون …

● إن تحول التلفزيون الرسمي من إعلام حكومي إلى إعلام وطني هو ما سيجعل منه أداة بناء وليس مجرد شاشة لعرض المسرحيات المكررة …..@

تجگجة 20\03\2025