الأخبارفضاء الرأي

كتب الاستاذ محمد سالم بمب :في ذكرى رحيل شهيد الوطن والأمة الزايد ولد الخطاط

السجان يهدد ويتوعد والقريب الشفيق يستعطف ملتمسين منه قبول التوقيع على ما تعهد به الآخرون من الامتناع عن استخدام منابر المساجد لتبصير المسلمين بضرورة إنكار كبيرة تولي اليهود الصهاينة والتمكين لجواسيسهم داخل أرضنا الطاهرة،وهو رابض الجأش رافضا بقوة واستماتة التنازل عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن جميع المنكرات وعلى رأسها منكر التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وكأني به يتمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لقريش:< يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته>.
لم يتسلل إلى قلبه مرض الوهن والخور والخنوع، بل ظل مؤمنا بحتمية زوال الكيان الصهيوني الغاصب،لذلك لم يتردد في توجيه صفعة شنقيطية أصيلة لرئيس أول بعثة تجسس صهيونية تزور المستشفى الوطني، مقدما بذلك حقنة لكل النفوس المترددة الخائفة من بطش النظام السياسي ، الذي أراد من وراء زيارة تلك البعثة فرض التطبيع كأمر واقع،ولكن تلك الصفعة التاريخية ستشكل بداية لوثبة وطنية شاملة جعلت من محاربة التطبيع النقطة المركزية الجامعة لكل القوى الوطنية المعارضة،ولم تعرف الأوضاع بعدها هدوءا ولو في يوم واحد :إضرابات عمالية وطلابية واعتقالات في صفوف النشطاء النقابيين والدعاة المنددين بخطيئة التطبيع إلى انقلابات 2003 و2004 والتي أعقبتها حملة اعتقالات وتصفيات شاملة في صفوف الجيش وعلى مستوى النخبة السياسية،واستمر الوضع في تدهور متصاعد إلى أن سقط النظام في انقلاب 3 من أغشت 2005 .
لم يتجاوز الشهيد الزايد ولد الخطاط 39 سنة،ومع ذلك فانك ستصاب بدهشة وحيرة إزاء هذه الشخصية الفذة ،فهل هو الثوري الدائم الذي يرفض تأجيل تطبيق ما يؤمن به عمليا ؟ أم هو الداعية الذي لا تأخذه في الله لومة لائم؟، أم هو المثقف القومي الذي لا يفارقه الكتاب ليلا أونهارا والذي أنجز العديد من الدراسات التي حين من خلالها العديد من المفاهيم والرؤى القومية؟،أم هو مصلح اجتماعي سعى إلى توجيه المجتمع لتجاوز السلبي من العادات والتقاليد وتثمين الإيجابي من قيم التضامن والعطف والإيثار؟
إنه باختصار شخصية عملت حتى الرمق الأخير على تجسيد تطابق المسمى سيرة وأخلاقا مع الاسم :الزايد
اللهم أغفر له وأرحمه وتجاوز عنه ومتع أسرته بجميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى