الأخبارمقالات و تحليلات

من قصر الشعب إلى منفاه في موسكو، متحسرا على ماض لن يعود!! / بقلم : ا.د كريم فرمان 

ا.د كريم فرمان / كاتب عراقي اكاديمي واستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الأخوين.افران المغرب.

المصدر : الكاتب /

اعتاد بشار الأسد الرئيس السوري اللاجيء في العاصمة الروسية موسكو على الحكم ، على اصدار الأوامر، على سماع هتافات المنافقين وكسب ولاء اصحاب المصالح ولكنه اليوم بجد نفسه وحيدا في ارقى احياء موسكو الجميلة، محاصرا بقيود الضيافة وشروط القيصر، هو الان مجرد طيف من ماض لم يعد له وجود.
كان بشار الاسد الرئيس الذي حكم سوريا لقرابة ربع قرن من الزمن قد انتهى به المطاف في المنفى بعد أن اطاح به شاب يشع ذكاءا من عينيه استطاع ان يجمع من حوله ذات فجر بعيد ليسقط حلب الشهباء دون مقاومة تذكر حتى وصل دمشق فاتحا عهدا هو أقرب الى بدايات عهد مؤسس الدولة الاموية معاوية بن أبي سفيان رض .
لم يكن منفاه او قل لجوءه الى موسكو عاديا فهو يقطن افخر ابراجها واشدها حراسة من عناصر الكي جي بي فهو حقيقة مع زوجته اسماء واولاده يعيشون في عزلة مغلقة، عزلة محروسة، عزلة اقرب الى نفي لا تفتح ابوابه إلا لمن اذن له بالدخول اما زوجته سيدة الياسمين سابقا والتي كانت سيدة القصور في دمشق فقد اختفت بدورها عن الاوساط الاجتماعية ولا تكاد ترى في الأسواق وان ذهبت فهي مثل ظل عابر لا زيارات ولا لقاءات، وكانها تحيا في قوقعة اختارها لها القدر.
السؤال لماذا انتهى عهد بشار بهذا الكم من السوء في سوريا العظيمة عاصمة الامويين بدون ان يذكر له منجز واحد بقي في ذاكرة السوريين سوى براميل متفجرة وملايين مشردة ومدن مهدمة. هل كان بشار مجبرا على هذا الخيار الوحيد ألم يقل احدهم لو انه تصرف بحكمة السياسي ودهاء الرئيس الحالي احمد الشرع لبقي واولاده من بعده يحكمون لقرن كامل.
عندما تغيب الحكمة مع توفر كل فرص النجاح فهو كارثة كبرى أليس كان بشار قادرا يوم انطلقت حركة الشارع السوري في درعا وخط اطفالها على الجدران جاءك الدور يا دكتور ألم يكن قادرا على محاسبة ابن خالته مسؤول الامن في درعا عاطف نجيب الذي اقتلع اظافر هولاء الصبية من دون رحمة واهان ابائهم ويودعه في السجن لبضعة اسابيع وتطييب خواطر اولياء امورهم ومن ثم ارسال سيارة شرطة لاعتقال ابن خاله رامي مخلوف وذي الهمة شاليش مصاصوا دماء شرايين الاقتصاد السوري ومعاقبتهم ومثلما قال كاتب سوري لكانت تظاهرات الشعب انقلبت الى تاييد لحكم بشار واصلاحاته.
الحكم مغرم وليس مغنم وربما لم يحسن والده حافظ الاسد في اختيار من يخلفه!!
كان على بشار ان يختار توقيت ترجله عن حصان السلطة ولكن هذه اشكالية التمسك بحبالها الى حد القبر او المنفى في العالم الثالث.
اتذكر حكم الرئيس الزائيري موبوتو سيسي سيكو عندما اطيح به في انقلاب عسكري كتبت على صفحتها الاولى صحيفة الغارديان اليريطانية بالخط العريض( الديك الذي كان يركب كل الدجاج لم يعد بامكانه ركوب دجاجة 🐔 واحدة ) كناية عن ترجمة لقبه اعلاه باللغة المحلية.
الحكمة ضالة المؤمن عندما تحضر ينجح الحاكم الذي يحب شعبه ويحبونه ولا يخشون سطوة ١٦ جهاز امني قمعي اجرامي يحمي عائلة الاسد.
كان استاذ النظم السياسية في جامعة بنسلفانيا الراحل برفسور تيري رامسي يقول السلطة تحتاج مستشارين شرفاء واكفاء لا يداهنون الحاكم يخلصون له النصيحة ولا ينافقوه.
فالملك الحسن الثاني رحمه الله ملك المغرب اعتبره واحدا من دهاة العرب يقول للصحفي الفرنسي اريك رولو لقد حكمت المغرب من خلال ستة عشر مستشارا من اعظم واكفأ رجالات المغرب علما وخبرة ودراية ومع ذلك اعترف بان ستين بالمئة من قراراتي كانت خاطئة!!
فكيف الحال مع بعض الحكام ليس لديهم حتى مستشارا واحدا.
ويضيف الملك المغربي ان وجود معارضة للحاكم ظاهرة صحية فهو يشبهها مثل المرآة الجانبية لقائد السيارة يستطيع بها ان يرى من هو خلفه!!
عندما سالت السياسي اليمني ورئيس الوزراء ووزير خارجية اليمن يوما عبد الكريم الارياني رحمه الله عن الذي يحز في نفسه في تقييم احوال امتنا العربية قال
ان الذي تتوفر له كل الظروف المناسبة لماذا يخفق في ادارة شؤون بلده!!
ثم اطرق برهة وقال انه دوما يتذكر بيتا من الشعر لماليء الدنيا وشاغل الناس ابي الطيب المتنبي..
ولم أرى في عيوب الناس عيبا.. كنقص القادرين على التمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى