الشيخ زايد … سيرة باهرة لقائد خالد في وجدان الشعوب والأمم/ المستشار/ دكتور حبيب بولاد

في الأيام السابقه لعهد شهادات الميلاد وحفظ السجلات المكتوبه ، كانت تفاصيل تواريخ الميلاد تحفظ في الذاكرة فقط ، ولا يذكر اليوم والعام الذي ولد فيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تغمده الله برحمته، مع أن المؤكد انه قد ولد في العام الأخير من الحرب العالمية الثانيه في عام 1918 التي دونت فيها أحداث خاصة بحياة الشيخ زايد في رحلته أثناء طفولته بصحبة والدته من ابوظبي لمدينة “العين”، وكانت هذه الرحلة محزنة ، لأنه لم ير والده حيا بعدها .. ففي 12 يوليو 1926 عهد الشيخ سلطان الذي أحس بخطر ما إلى إبنه الأكبر شخبوط لحماية الأسره التي تضم زوجته الشيخة سلامه بنت بطي آل حامد وابنه الأصغر زايد، فأرسلهم إلى مكان آمن في “العين” ولم يبق معه في ابوظبي سوى إبنه الثالث خالد .. وبعد عدة أيام قتل الشيخ سلطان رحمه الله ، فأصبح المغفور له الشيخ زايد وأخوته يتامى .. وبعد عامين تولي الشيخ شخبوط الابن الأكبر الحكم في الإمارة ، كما تولي رعاية اخوته الصغار، وخاصة أصغرهم سنا الشيخ زايد رحمه الله إذ بذل الشيخ شخبوط كل مافي وسعه ليحل محل والده في رعايته .
وفي ذلك الوقت المبكر لحياة المغفور له بدأ بحفظ القرآن الكريم ولم يكن قد تجاوز سنوات الطفوله وسرعان ما اكتسب الثقة ليطرح استفساراته على ضيوف المجلس واصبح معروفا بأنه أعقل وأكبر من سنه وبعد انتقاله الى العين عام 1920 وخلال فترة حياته بين اهله وامه وهم من بني ياس نشأ زايد في بيئة بدوية خالصة .. وفي شبابه الذي أمضاه في العين حرص زايد بن سلطان على معرفة الرجال اللذين قاتلوا الى جوار جده زايد الكبير واستمع الى آرائهم وحكاياتهم وذكرياتهم .. وفي شجاعة منه وعدالة وأمانه وذكاء وكرم وأهمية توافر هذه الصفات فيه أراد أن يديرها لادارة شؤون القبيله فألتقى بحكام الصحراء وادرك أن رجال القبيله يمكن قيادتهم ولكنهم لايقبلون ان يساقوا .. وقد عرفته قبائل العين البدويه في سنوات صباه المبكره صيادا ماهرا وراميا لايخطئ هدفه وقويا نشيطا وصبورا وكانت هذه الصفات تلقي اعجابا خاصا .. ووفقا لرأي المقربين منه وسائر رجال القبيله على حد سواء فان المغفور له كان يمتلك السمات التي تمكنه من زعامة ابوظبي الا وهي التحلي بالصبر حتى تأتي اللحظة الملائمه للقيام بعمل حاسم في حياته اللاحقه .. كان عام 1928 في تاريخ امارة ابوظبي تم اختيار الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حفيد زايد الكبير لتولي مقاليد الحكم في الاماره وقد عم في امارة ابوظبي احساس عام بالضجر من حالة الفوضى والاضطراب التي كانت سائدة من قبل وكان هناك امل في استعادة الامن والاستقرار وقد لاحظ الوكيل المحلي بالشارقه حينما زار الشيخ شخبوط فور تسلمه مقاليد الحكم .. أتسم الحاكم الجديد بالعديد من الصفات المثيرة للاعجاب فقد كان ودودا عذب الحديث ذو الشخصية الجذابه .. ومنذ مقاليد حكمه بدأ الشيخ شخبوط حكما مستقرا استمر اربعين سنه تقريبا وكانت سلطة الشيخ شخبوط ضعيفة على قبائل العين الى أن تولى المغفور له الشيخ زايد منصب ممثل الحاكم فيها عام 1946.
… وللحديث بقيه ..