مقالات و تحليلات

فلسفة الحوار/ بقلم : الدكتور خالد محمود عبد اللطيف

المفكر خالد محمود عبد اللطيف / رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي – المدير التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بإسبانيا، والمدير التنفيذي للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة

الحوار في اللغة: من المُحاوَرة؛ وهي المجاوَبة ومراجَعةالكلام، والتجاوُب فيه بالمُخاطَبة والرد.

والحوار في الاصطلاح: حديث وتجاوُب، يَجري بين اثنين أو أكثر، حول موضوع محدد؛ للوصول إلى هدف معين.

  • زخرَت النصوصُ القرآنية بجملة وافرة من الحوارات والنقاشات بين المولى جلَّ وعلا وعددٍ من الكائنات والمخلوقات؛ كالملائكة، والرسل، والشيطان، والمؤمنين، والكافرين.
  • شهد الواقعُ النبوي التطبيقَ العملي لهذا الأسلوب التربوي الراقي، في كافة الأحوال، ومع كل الأجناس، ولجميع الأغراض والأهداف.

♦ تؤكِّد الدراسات التربوية والنفسية على أهمية الحوار والمُحادثة، ودورهما على شخصية ونفسية المُربِّي والمُتربِّي، وآثارهما الإيجابية، ونتائجهما الفاعلة والظاهرة في الأمور التالية:

١ – التفكير الجماعي والتحليل المشترك.

٢ – الانطلاق في الحديث، والحرية في التعبير عن الرأي.

٣ – التخلص من الانغلاق الفكري والانعزالية السلوكية.

٤ – نشر ثقافة الاستماع، وأدب الإنصات، وفقه النقاش.

٥ – وسيلة للتوادِّ والتآلف والاحترام والتقدير.

٦ – صحة الفَهم للأشياء وحسن الظن بالآخرين.

٧ – التخلص من الاضطرابات النفسية الناتجة عن الكَبْت والاكتئاب.

٨ – الوعي بالواقع، والتبصُّر بالحياة، من خلال السؤال والجواب.

٩ – التعرف على الحقوق والواجبات، والحدود والحريات، للنفس والآخرين.

١٠ – السلامة والنجاة من غوائل الانحرافات الفكرية والمخالفات السلوكية.

  • المحاضن التربوية هي أَوْلى وأَوْجب مَن يعرف ويُربي، ويُمارس ويُطبق، ويُشجع ويُحفز، على الحوار الهادئ والحديث الراقي، والنقاش المُتَّزن والسِّجال الواعي، في كافة جوانب الحياة.

♦ ومضة:

عن أبي أمامة قال: إن فتًى شابًّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القومُ عليه فزجرُوه وقالوا: مه، مه! فقال: ((ادنُه))، فدنا منه قريبًا، قال: فجلسَ، قال: ((أتحبُّه لأمك؟))، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يُحبونه لأمهاتهم))، قال: ((أفتحبه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال: ((أفتحبه لأختك؟))، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أفتحبه لعمتك؟))، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم))، قال: ((أفتحبه لخالتك؟))، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده عليه وقال: ((اللهم اغفر ذنبَه، وطهِّر قلبَه، وحصِّن فرجه))، قال: فلم يَكُن بعد ذلك الفتى يَلتفِت إلى شيء؛ رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى