الأخبارفضاء الرأي

إسحاق ولد المختار للغز اتراجيدي / الحسين الشيخ أحمد

الصحفي اسحاق ولد المختار

سكنه عشق مهنة المتاعب حتى النخاع وشق طريقه نحو مجدها بأبهى حلل بدايته  كانت فى قرية الرباط الوديعة حيث مربي الأجيال وأخطب خطباء البلاد الخليل النحوى مكتشف الموهبة الباطنية للزميل اسحاق ولد المختار فك لله أسره حيث كان الشيخ الوقور هو الدليل الذي يهتدى به الصحفى المبتدأ لكن أيضا يحسب للشاب فطنته ويقظته وإيمانه التام بقدرته على تحقيق حلمه الإعلامي كان إذا التلفيون  الوطنى أولى تجارب اسحاق والحجر

 

الأساس لمسيرته القادمة حيث ألفه المشاهدون بإطلالاته البهية وبرامجه الهادفة لكن حدثا غريبا وأد تلك التجربة حيث كسر الإنقلاب الذى قام به الجنرال آنذاك والرئيس الحالى أحلام إسحاق لإعلامية الوطنية وأنهى  مسيرته بطريقة لم يألفها الجميع بذريعة أنه لن يكون ضمن طاقم قناة تدعم الإنقلاب وتمجده بخطوته تلك نال تقدير جل حراس مهنة المتاعب لكن البعض أيضا يعزو تلك الخطوة إلى مدى العلاقات السيئة التى كانت تتسم بالحدة بين الصحفى ورواد مصالح القطاعات فى التلفزيون آنذاك بعد مرحلة نقاهة إعلامية لم تدم طويلا حزم اسحاق أمتعته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث كان الحظ فى انتظاره تزامن وجوده هناك مع بزوغ نجم قناة اسكاي انيوز عربية وبفضل إجتهاده وعلاقاته المتشعبة نجح فى أن يكون ضمن طاقمها وهنا حقق اسحاق حلمه بالإحتراف فى الإعلام الخارجي شأنه شأن بعض زملائه للذين كانو يزاحمونه على تقديم  البرامج فى التلفزيون الموريتانى لكن الصدفة للأسف  كانت تخبأ له مالم يكن فى حسبانه أختير مع زميله المصور للبنانى سمي الكساب ضمن الطاقم الذى سيغطى صراع الحركات المقاتلة فى سوريا وهنا بدأت فصول المسلسل الحزين الذى طال أمد حلقاته  المألمة ليس فقط على أسرة إسحاق بل على جل الموريتانييين ومتتبعى الرأي العام الوطنى حيث إختفى  فى بحر من الظلمات التى لايعرف مدى ضبابيتها إلامن ركب موج السبق الإخبارى فى أسخن المناطق العالمية وأكثرها ضراوتا وشراسة على الصحفيين المتأبطين الكاميرا والقلم لتكون ضريبة كشف الحقائق غالية على زميلنا الذى لانتمنى له إلا الخير والرجوع إلى أرض الوطن بسلام صحيح بأن الحكومة الموريتانية أكدت أكثر من مرة بأنها تحاول جاهدة الكشف عن ملابسات اختفائه لكنها إلى حد هذه اللحظة لم تفلح ولم تقدم أية أخبار عن مصيره يحسب لها ذلك المجهود لكننا نطالبها بتسريع وتيرة البحث عنه وتحريك الماكينة الدبلوماسية فى سبيل معرفة مآلات الأمور فى مايتعلق بقضية اسحاق ولد المختار التى أضحت حديث ركبان بلاد شنقيط لكن مما يثير إستغرابي هو موقف القناة المخزي التى كان اسحاق مراسلها وموفدها إلى بلاد الشام حيث كانت موقفها بشأن التحقيق فى ملابسات اختفاء اسحاق وزميله المصور الكساب باهتا ومثيرا للإشمأزاز حيث لم تتابع فضول قضيتهما بالشكل الذى كان جمهورها يتوقعه واكتفت ببيانات اتسمت فى غالبها بالإستحياء عكس نظيراتها من المؤسسات العالمية حيث يقيمون الدنيا ولايقعدونها عندما يتعرض مراسلوهم للخطر أو الإعتقال. كان آخر نبإ نعلمه عن اسحاق هو حديث ذلك الصحفى العراقى الذى أطلق تنظيم الدولة فى الرقة سراحه حيث ذكر بأن هنالك صحفيا كان معه يعتقد هو بأن قسمات وجهه ترشح انتمائه لبلد المليون  شاعر كان ذلك النبأ الذى علمنا به قبل ثلاث سنوات هو آخر مانعلم عن اسحاق  بعده انقطعت عنا أخباره بشكل تام ولم نعد نشاهد مظاهر التضامن المطالبة بضرورة تكثيف الجهود الوطنية وطرق الأبواب العالمية من أجل الكشف عن مكانه كان لله فى عون اسحاق وأسرته المكلومة وفرج الله كربهم ورده إليهم سالما غانما وماذلك على الله بيسير

الحسين الشيخ أحمد / كاتب المقال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى