فضاء الرأي

كيف نحوّل “ذوي الاحتياجات الخاصّة” إلى “مُعاقين”

كيف نحوّل “ذوي الاحتياجات الخاصّة” إلى “مُعاقين”

بقلم . بوخالفة كريم / الجزائر

كلمة “المعاق” لغة هي اسم مفعول من الفعل “أعاق”، أي من وقع عليه فعل “الإعاقة”، وعليه فإنّ إطلاق وصف “المعاقين” على فئةٍ من النّاس لا يعني إدانة أو إهانة لهم، بل هو إدانة للدولة والمجتمع؛ لأنّ “المعاقين” وصف يُطلق على فئةٍ ذات “احتياجات خاصّة” لم تتوفّر لهم “الرعاية الخاصّة”، فأصبحوا بسبب عدم توفير هذه “الرعاية الخاصّة” “معاقين”، أي يُمنعون من ممارسة حياتهم كما يُمكن أن يُمارسها أيّ شخص يوصف بـ”الطبيعيّ”.

وعلى هذا فإنّ “الإعاقة والمُعاقين” هم نتاج “المجتمع المهمل والدّولة المستقيلة”، فالحوادث والأمراض يُمكن أن تأتي بذوي احتياجات خاصّة، أمّا “الدّولة ومؤسّساتها والمجتمع” فهم مَن يأتون بـ”المُعاقين”.

وإذا وسّعنا النّظر في مفهوم “الاحتياجات الخاصّة” وتجاوزنا حصرها في “العجز والنّقص”، فإنّ “المبدعين” هم من “ذوي الاحتياجات الخاصّة”؛ لأنّهم يملكون قدرات تفوق المعدّلات الطّبيعيّة، وحينها يكون عدم توفير “الرعاية الخاصّة” لـ”المبدعين” إعاقة لهذه القدرات.

وعليه فيُمكن القول إنّ واحدة من أكبر فئات “المعاقين” في مجتمعنا هم “المبدعون”؛ فـ”الإبداع” وامتلاك قدرات تتجاوز قدرات “ذوي السّلطان” ومحاولة “الابتكار” و”الخروج عن المألوف والمعتاد والمرسوم” تُواجه بقدر كبير من “الإعاقة” و”المحاربة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى