مقالات و تحليلات

ليت التغيير يحصل في الصميم / الولي سيدي هيبة

الولي سيدي هيبه / كاتب صحفي ومحلل سياسي

تنتشر في بلاد التناقضات الكبرى عادة شبه تأليه الأقوياء والزحف عند عتبات وأقدام الأغنياء، وتناول بقايا كل سبع وأكل الميتة السياسية أنى وجدت، وإيتاء البوائق اللفظية ما سبق إليها أحد، والفعلية بمكر معلن ودم بارد من دون أن تهتز شعرة أو يرمش جفن أو يصرخ ديك، كما تقطع الأرحام والاوصال هونا في ذات السياسة، وفيها يساء الجوار ويأكل القوي الضعيف بلا رحمة. وإذ كانت البلاد على نحو شبيه حتى جاء عهد الدولة المركزية مع الفرنسيين، عرف سادتها يومها قوتهم وطمعوا في مرضاتهم، فدعوهم إلى التخلي عن البداوة والتوجه إلى إعمار المدن ليذوقوا المدنية ويخلعوا ما كنوا عليه من شدة وغدر وظلم واسترقاق للناس وتقسيم للمجتمع إلى فئات رفيعة القدر بالسلاح و اللوح و أخرى دونية بالحِرف و الجهد والخدمة، ثم أمروهم بالمثول سواسية أمام القانون واحترام مفهوم الدولة، وأداء الواجب الوطني والمطالبة بالحقوق الشرعية، وتقدير المواطن، وتقوية أواصر اللحمة، والكف عن السطو على المستضعفين وممارسة الظلم البارد وهدر الأرواح بالجوع و الإقصاء و التهميش، ونهوهم عن المكر وقول الزور، وأكل المال العام وقذف الخصوم السياسيين جزافا، كما لم يثنوهم عن عبادة الله وألا يشركوا به شيئا، أو أن يتركوا الصلاة والزكاة والصيام والحج من استطاع منهم إليه سبيلا. واكن بعضهم ظل يعتدي على البعض، يسلبه ويهمشه بالتجهيل والإقصاء، حتى يظل قانون الغاب سيد الموقف فيستحلوا ما كانوا يستحلون من الخبائث. ولما أن القهر ما زال قائما على سوقه والظلم سائرا على منواله فإننا ننشد عهدا قريبا يتبدل فيه السلوك ويحل العدل وتسود دولة القانون والديمقراطية على ركائز أساسها ومحركها الدين الحق وتذوب الفوارق المصطنعة ويولي إلى غير رجعة عهد القهر الظلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى