مسكنات صديقة للبيئة.. علماء يصنعون الإيبوبروفين من أشجار الصنوبر

اكتشف علماء من جامعة باث البريطانية طريقة لصنع مسكنات الألم الشائعة مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين من أشجار الصنوبر.

وتصنع العديد من الأدوية الصيدلانية باستخدام مواد كيميائية مستخرجة من النفط الخام، ما يعد تهديدًا كبيرًا لجهود الاستدامة، ومواجهة الاحتباس الحراري، ويسعى العلماء إلى استبدال الاعتماد على النفط في المستقبل.

المصفاة الحيوية

قال الباحث المشارك في قسم الكيمياء في جامعة باث البريطانية، الدكتور جوش تيبتس، إن استخدام النفط في صناعة المستحضرات الصيدلانية أمر غير مستدام، ليس لأنه يسهم في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ولكن لأن الأسعار تتقلب بشدة، لأننا نعتمد بنحو كبير على الاستقرار الجيوسياسي للبلدان التي لديها احتياطيات نفطية كبيرة.

وأضاف، في تقرير نشره موقع Study Finds، اليوم الجمعة 7 يوليو 2023، أن العلماء يسعون إلى استبدال الاعتماد على النفط في المستقبل بنموذج يعتمد على “المصفاة الحيوية”، التي تحول الكتلة الحيوية إلى طاقة ومنتجات ثانوية مفيدة أخرى.

تلبية الطلب العالمي

ذكر موقع Study Finds أن السلائف الكيميائية الجديدة تشتق من مركب “بيتا باينين” المتجدد الحيوي، أحد مكونات زيت التربنتين المستخرج من أشجار الصنوبر، ويتجاوز الإنتاج السنوي منه 350 ألف طن، ما يزيد عن 3 أضعاف الكمية المطلوبة لتلبية الطلب العالمي من عقار الباراسيتامول والإيبوبروفين.

وأضاف أن الفريق نجح في تصنيع مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية السليفة الأخرى من زيت التربنتين، وهو مقدمة لعقاقير مثل حاصرات بيتا وعقار استنشاق الربو، ويستخدم هذا المنتج في منتجات، مثل العطور ومواد التنظيف.

أكثر استدامة

أوضح الموقع العلمي أن المواد الكيميائية تُوضع في مفاعل كبير لإنشاء دفعات منفصلة من المنتج، ويستخدم العلماء مفاعلات التدفق المستمر، ما يعني أن الإنتاج يمكن أن يحدث بسلاسة دون انقطاع، ويمكن رفعه بسهولة. ولكن مقارنةً بالنفط الخام، فإن استخدام زيت التربنتين لإنتاج الأدوية والمنتجات الأخرى عملية أكثر تكلفة.

وأضاف أن التكلفة المرتفعة لأن المنتجات ستكون أكثر استدامة ومشتقة بالكامل من النباتات، ويمكن أن يساعد الاستخدام المحتمل لزيت التربنتين في إنتاج مسكنات الألم الشائعة، كبديل للنفط الخام، الدول في جهود تقليل انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب نقطة ممكنة من الصفر.

المصدر