الأخبارصدى الاعلام

واشنطن تبحث عن حلول لقضايا المنطقة في الإمارات.. هل وجدت ضالتها؟

من قضية أوكرانيا، مرورًا بالنفط، إلى إيران وقضايا أخرى تخص المنطقة، ملفات عدة، حملها سوليفان في جعبته، آملًا بأن يجد لها حلًا في أبوظبي، مدركًا أن البلد الخليجي -بثقله الإقليمي وعلاقاته المتشعبة- قادر على تقديم مقاربة لكل تلك القضايا.

على طريق العلاقات الأمريكية الإماراتية الذي باتت أكثر دفئًا، جاءت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى العاصمة أبوظبي، في محاولة من الولايات المتحدة للاستعانة بالبلد الخليجي، لحل الأزمات المختلفة داخل المنطقة وخارجها.

 

فمن قضية أوكرانيا، مرورًا بالنفط، إلى إيران وقضايا أخرى تخص المنطقة، ملفات عدة، حملها سوليفان في جعبته، آملًا بأن يجد لها حلًا في أبوظبي، مدركًا أن البلد الخليجي -بثقله الإقليمي وعلاقاته المتشعبة- قادر على تقديم مقاربة لكل تلك القضايا.

 

فدولة الإمارات لها تأثير كبير داخل تحالف أوبك وأوبك بلس، ما قد يضع حلًا لأزمة ارتفاع أسعار النفط، فضلًا عن صداقة رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يؤدي إلى تبريد الأزمة الأوكرانية.

 

ليس هذا فحسب، فدولة الإمارات لها علاقات بإيران وإسرائيل على حد سواء، ما يسهم في تهدئة الأوضاع بالمنطقة، وحث طهران على التراجع عن تأجيج الوضع في مضيق هرمز.

 

 

 

فماذا ناقشت الزيارة؟

 

قالت وكالة الأنباء الإماراتية، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بحث مع مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة جيك سوليفان، العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، وسبل تعزيز شراكتهما في مختلف الجوانب التي تخدم مصالحهما المشتركة.

 

كما تناول اللقاء، الذي جرى في قصر الشاطئ بأبوظبي، عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والعمل المشترك لدعم السلام وترسيخ الاستقرار فيها، لما فيه مصلحة شعوبها ودولها.

 

يأتي الاجتماع، على خلفية زيارة رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا في مدمرة صاروخية موجهة أثناء عبورها مضيق هرمز، نهاية الأسبوع.

 

وزار الجنرال إريك كوريلا الإمارات والبحرين، وفقًا لبيان القيادة المركزية الأمريكية. والتقى الجنرال الأمريكي الفريق عيسى سيف محمد المزروعي، رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، لمناقشة العلاقة بين الجيشين والحاجة إلى معالجة التهديدات في المنطقة. ثم سافر الجنرال الأمريكي إلى البحرين، حيث التقى الملك حامد بن عيسى آل خليفة.

 

تأتي زيارة سوليفان للإمارات، بعد أيام من زيارته إلى جدة للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ناقش فيها الجانبان التطورات الإقليمية والدولية بحسب وكالة الأنباء السعودية.

 

ونقل موقع المونيتور، عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي قوله، إن سوليفان التقى محمد بن زايد في أبوظبي عقب المحادثات في السعودية بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الجانبين ناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على إبقاء الاتصال.

 

 

 

أهمية اللقاء؟

 

يقول «المونيتور»، إن لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وسوليفان، ناقش الاستقرار في الشرق الأوسط، وسط توترات كبيرة في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بإيران.

 

وأبحرت كتيبة من 3000 عسكري أمريكي إلى قناة السويس الأحد. يأتي الانتشار في الوقت الذي تدرس الولايات المتحدة إجراءات إضافية، لمنع إيران من الاستيلاء على ناقلات تجارية في الخليج.

 

وبحسب «المونيتور»، فإن إيران صعدت محاولاتها للاستيلاء على سفن تجارية في الممر المائي الاستراتيجي، بعد مصادرة الولايات المتحدة لسفينة في أبريل الماضي، كانت تحمل وقودًا إيرانيًا إلى الصين.

 

الشهر الماضي، فتحت سفينة تابعة للبحرية الإيرانية النار، على ناقلة مستأجرة من طراز شيفرون في المياه الدولية قبالة سواحل عُمان، بعد أن رفضت السفينة المدنية أوامر بالتوقف.

 

كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعا -الأسبوع الماضي- الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة إيران، ما يعني أن تلك الزيارة -حال إجرائها- ستكون مهمة لأمريكا، التي تريد إيصال رسائل لطهران.

 

وضع تدركه إدارة بايدن جيدًا، فالولايات المتحدة تعلم أن دولة الإمارات، لديها مفاتيح الحلول لملفات عدة، وهو أمر لم يخفه الرئيس الأمريكي الذي سبق أن وجه دعوة إلى الشيخ محمد بن زايد لزيارة الولايات المتحدة، على هامش قمة جدة للأمن والتنمية في يوليو 2022.

 

قبلها بشهر، وتحديدًا في يونيو الماضي، كان رئيس دولة الإمارات في موسكو لحضور منتدى سان بطرسبرغ، الذي أكد فيه استعداد بلاده للعب دور، للتوصل إلى حل سياسي عبر الحوار والدبلوماسية في أوكرانيا.

 

تلك العلاقات المتشعبة تؤهل دولة الإمارات، لأن تكون وسيطًا في عديد من الملفات الإقليمية والدولية، التي تشغل حيزًا من الاهتمام العالمي، بحسب مراقبين، أكدوا أن البلد الخليجي -بثقله الإقليمي- يمتلك كثيرًا من المفاتيح لمعظم قضايا المنطقة.

 

المصدر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى