نداء إلى القادة: اتحدوا قبل أن تبتلع النار المنطقة/تماد إسلم أيديه

في خضم الأحداث الدامية التي تشهدها غزة وما حولها، يلتئم القادة العرب والمسلمون في الدوحة ضمن قمة طارئة تُعقد في ظرف تاريخي بالغ الحساسية. فالوقائع على الأرض تكشف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزمرته ماضون في مشروع خطير لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق مصالحهم وأجنداتهم، وقد قطعوا في ذلك أشواطًا بعيدة، دون أن يواجهوا الردع اللازم أو الموقف الموحد من العالمين العربي والإسلامي.
ورغم الحصار والعدوان والتضحيات، أثبتت غزة أنها قادرة على الصمود والمضي في طريق النصر بإذن الله تعالى، لتتحول إلى رمز للمقاومة وملهمة للشعوب. لكن التهديد لم يعد محصورًا في غزة وحدها، بل تجاوزها ليطرق أبواب كل الأقطار العربية والإسلامية، من الخليج إلى الشام، عبر مخططات تستهدف زعزعة الاستقرار وتفكيك المجتمعات وإعادة رسم الخرائط بما يخدم أطماع الاحتلال.
اليوم، تتجه الأنظار إلى قادة الأمة المجتمعين في الدوحة، حيث لم يعد هناك مجال للمجاملات أو الحسابات الضيقة. فالمعركة لم تعد تخص الفلسطينيين وحدهم، بل تمس حاضر الأمة ومستقبلها. ومن ثمّ فإن المطلوب بناء موقف عربي وإسلامي موحد، قائم على إرادة سياسية صلبة، تُترجم إلى قرارات عملية توقف نزيف الدم وتقطع الطريق أمام المشاريع التوسعية.
التاريخ يسجل، والأجيال القادمة ستسأل: أين كان القادة العرب والمسلمون حين كانت أوطانهم تُستهدف؟ لقد آن أوان الاستيقاظ، فالتأجيل لم يعد ممكنًا، والتقاعس لن يغفره لا الحاضر ولا المستقبل. إن القمة المنعقدة في الدوحة ليست اجتماعًا عابرًا، بل محطة مفصلية قد تحدد مسار المنطقة لعقود قادمة. وإذا ما اجتمعت الإرادة وتوحد الصف، فإن الأمة قادرة – بعون الله – على تحويل التحديات إلى فرص، وإثبات أن لها كلمة مسموعة وموقفًا حاسمًا في الدفاع عن وجودها وكرامتها.
وأخيرًا، فإن على القادة أن يأخذوا زمام المبادرة، وينصتوا لتطلعات شعوبهم، ويحافظوا على الحوزة الترابية للدول، ويعملوا على وقف الخطر المحدق الذي يتهدد الأمة جراء حماقات نتنياهو وتحالفاته المتطرفة. فالمسؤولية جسيمة، والفرصة التاريخية لا ينبغي أن تُهدر، لأن ما قد يُفقد اليوم قد لا يُستعاد غدًا.
المصدر : الكاتبة