في معرض بغداد الدولي للكتاب ،الكاتبة العراقية جمانا ممتاز تحاور الروائية اللبنانية هدى بركات

ذكرتُ لها مقطعا من الرواية عن ذلك الإنجيلي الذي قال” عرفون لماذا مشى اليسوع على الماء، سألوه لماذا؟ قال: لكي يعلمنا على المستحيل، وقد أُعجب صاحب الرسالة بالفكرة وهو يتأمل أفراد المجموعة وكلهم من الناجين الذين تم انتشالهم من البحر” أدمعت عيناها الزرقاوان وهي تتحدث، وقالت بما معناه كيف لا تريدينني أن أصف هول ما تعرض له هؤلاء الناس؟

حينها عرفت من أين جاءت بكل هذه الحدة والقسوة في الوصف، من شدة العاطفة.

احببتُ عمقها، صدق احساسها الذي وصلني من كتاباتها، جُملها متخمة بالمعنى والبعد الفلسفي و لكن في ذات الوقت سلسة بحيث شعرتُ اركض بخفة فوق الكلمات، رواياتها تأخذ القارئ الى منطقة لطالما ظللها علينا الحديث التقليدي والقناعات العامة ووسائل الإعلام وداء التضخم الذي

اصاب مجتمعاتنا العربية نتيجة البحث عن وهم انتصار نطيب به جراحنا، هدى تكتب الواقع دون مجاملة، واقعية صرفة، جريئة الطرح ولديها أسلوب ترميزي عالٍ.

تأثرت كثيراً وانا اقرأ عن أوجاعنا العربية في رواياتها وطيب خاطري أن هذه الأعمال بمثابة مواساة لأجيال متعددة دفعت ثمن فشل المنظومة السياسية في حماية مشاعرنا وأحلامنا من الإنهيار.