روسيا واوكرانيا وحرب الاستنزاف “كتب/عبدالله صالح الحاج

حرب الاستنزاف مفهوم استراتيجي يقصد به إضعاف العدو إلى ان يصل به الحال إلى درجة الانهيار عن طريق إحداث الخسائر البشرية أو العسكرية لكي يتحقق النصر في الحرب لتلك الجهة المنتصرة والتي تمتلك عدد أكبر من الامكانات والموارد البشرية والمادية من سلاح وعتاد، وما زالت غنية بالمصادر والاحتياطات لم تنفد بعد.

حرب الاستنزاف مفهوم أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس.

“ومن أشهر حروب الاستنزاف المباشرة في التاريخ ما جرى بين مصر من جهة وما يسمى اسرائيل في أواخر الستينات إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما يعتبر كثيرون أن حرب السوفييت ضد أفغانستان كانت حرب استنزاف بإدارة أمريكية دعمت المجاهدين”.

” وتم استخدام مصطلح حرب الاستنزاف في عدة صراعات عسكرية في التاريخ، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتكمن الفكرة الأساسية وراء حرب الاستنزاف في أنها تهدف إلى إعادة توجيه واستنزاف موارد العدو وإحداث ضغوط عليه حتى يصل إلى حالة من التعب والإعياء ويفقد الرغبة في المواصلة”.

وأذا تأملنا في الحرب الروسية الاوكرانية فسنجد أنها دخلت في منعطف حرب الاستنزاف حيث تقوم الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو يقديم الدعم المباشر والغير مباشر لاوكرانيا دعما غير عاديا يفوق كل التصورات حيث ويقدم لها الدعم بالاسلحة بكافة انواعها، وبالأموال وبكل سخاء بهدف اضعاف قوتها واستنزاف ترسانة اسلحتها العسكرية والنووية فهل تعد هذه خطة ماكرة من الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو قبل الدخول مع روسيا في حرب مباشرة؟

مؤشرات الاحداث والتطورات في الحرب الروسية الاوكرانية والحشود العسكرية للقوات الامريكية ولقوات حلف الناتو تؤكد بما لا يدع مجالا للشك هناك ستكون حرب مباشرة مع بين روسيا عما قريب واذا ما حصلت الحرب المباشرة المتوقعة هذه فهي الحرب العالمية الثالثة.

الولايات المتحدة وحلف الناتو ظن ان بمقدوره استنزاف روسيا من خلال دعم اوكرانيا في هذه الحرب قمة الحماقة والغباء ما يحدث على ارض الواقع والميدان هو العكس بالفعل حيث استطاعت روسيا وتمكنت من اضعاف واستنزاف قوة امريكا وحلف الناتو.

روسيا في هذه الحرب الروسية الاوكرانية تعتبر صاحبة النفس الطويل والمنتصرة.