#الصدى تنشر النص الكامل لكلمة السيد محمد قريشي نياس أمام مؤتمر البرلمانات الاسلامية في اندنوسيا

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
– معالي السيدة بوان مهاراني، رئيسة مجلس النواب الإندونيسي،
– معالي السيد آداما بيكتوغو، رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية كوت ديفوار ورئيس الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الاتحاد،
– أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات في دول الاتحاد،
– أصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة،
– أصحاب السعادة أعضاء برلمان إندونيسيا،
– أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدي إندونيسيا،
سيداتي – سادتي؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتجدد لقاؤنا السنوي، هذه المرة، في جمهورية إندونيسيا.. المعتزة بإسلامها، والناهضة نحو التطور والنمو في تسامح ووحدة في التنوع، والساعية إلى أن يعيش كل العالم بأمن وسلام وفي رقي وازدهار.
ويشرفنا أن يحضر صاحب الفخامة برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا جزء من فعاليات مؤتمرنا ، وهو ما يبرز العناية التي يوليها بلده لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأمر الذي يشجعنا أكثر على السعي إلى تحقيق أهداف هذا الاتحاد خدمة لأمتنا الإسلامية التي قال الله جل وعلا بشأنها: ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.”
وإننا نتقدم بالشكر الجزيل لفخامة رئيس الجمهورية الإندونيسية على تشريفه لنا ، كما نشكر، صاحبة المعالي السيدة بوان مهاراني، رئيسة مجلس النواب الإندونيسي، وكذلك كل أعضاء المجلس، على احتضانهم لهذا المؤتمر والاجتماعات المصاحبة له، وعلى جودة التحضير والتنظيم، وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
ونتقدم بالشكر الجزيل لمعالي السيد/ آداما بيكتوغو، رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية كوت ديفوار الذي تولى رئاسة الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الاتحاد بحكمة ومسؤولية.
سيداتي- سادتي؛
تنعقد الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في الوقت الذي نخلد فيه ذكرى مرور ربع قرن على إنشاء الاتحاد، وهي فترة قطع فيها الاتحاد خطوات ملموسة على طريق تنفيذ الأهداف التي أنشئ من أجلها.
ولو لم يكن قد حقق من أهدافه غير هذه اللقاءات المثمرة بين رؤساء المجالس لكفي ذلك؛ فلقد أصبح هذا الاتحاد إطارا فعالا للتنسيق بين البرلمانات الإسلامية في كل قضايا الأمة وفي نطاق المحافل والمنظمات الدولية. ولقد تعززت بالفعل اللقاءات بين أعضاء الاتحاد، مما مكن من إجراء حوارات مثمرة وتبادل للخبرات على أوسع نطاق.
ويحتل اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مكانة متميزة في الاتحاد البرلماني الدولي، وكذلك في الاتحادات البرلمانية الإقليمية، وهو ما جعل قضايا الأمة الإسلامية تطرح على المحافل الدولية بتنسيق وبفعالية أفضل.
وعبر أجهزة الاتحاد ولجانه المتخصصة وهيئاته الفرعية يتم تشخيص القضايا المطروحة على العالم الإسلامي، وتبني الاقتراحات الملائمة واتخاذ القرارات الناجعة.
وهناك قضايا كبرى أصدرت فيها مؤتمرات الاتحاد وثائق مرجعية مهمة مثل: ميثاق الوحدة والأخوة، وميثاق مكافحة الإرهاب والتطرف، ووثيقة المرأة المسلمة، وميثاق الأخوة.
وبما أن من أهم قضايا امتنا الراهنة قضية فلسطين، فقد صادق المؤتمر السابق على “جائزة فلسطين” التي ستساهم في الاهتمام أكثر بالقضية الفلسطينية سبيلا إلى التعريف بعدالة هذه القضية وشرعية كفاح الشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه، ووضع حد لما يتعرض له من ظلم فادح منذ أكثر من سبعين سنة.
ولاشك أن الموضوع الذي تم اختياره لمؤتمرنا الحالي، يحظى بأهمية كبيرة، حيث ان تعزيز الحكم الرشيد وتقوية المؤسسات من شأنه أن يزيد بلداننا قدرة على الصمود في وجه مختلف التحديات. وتبقى الرقابة البرلمانية أهم وسيلة للوصول الى الحكم الرشيد، وهي المرتكز الأساسي للعمل البرلماني الناجح.
ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن جمهورية إندونيسيا، من خلال مجلس النواب، تلعب دورا متميزا في الاتحاد، حيث أنها أكبر دولة إسلامية، من حيث عدد السكان، وعضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية في العالم، وهي ثالث أكبر ديمقراطية في العالم.
وسبق لها أن احتضنت مؤتمر الاتحاد، وذلك في دورته السابعة التي انعقدت في مدينة بالمبانغ الإندونيسية ما بين 30 و31 يناير 2012، وقبل ذلك في سبتمبر 2003 عقدت اللجنة التنفيذية للاتحاد اجتماعها في جاكارتا.
سيداتي – سادتي
تشهد القضية الفلسطينية، التي هي كبري قضايا الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، تطورات متلاحقة ومتسارعة، تجعل أمتنا أمام تحديات خطيرة، وهو ما يستدعي من مؤتمرنا اتخاذ قرارات تكون علي مستوى رفع التحديات التي نواجهها؛ فغزة الصامدة تتعرض منذ عشرين شهرا لإبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ البشرى، يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب الذي يستمر في حربه العدوانية، علي الرغم من استشهاد وجرح عشرات الآلاف وتدمير غزة بكاملها؛ ومنذ اشهر وسع حربه العدوانية إلى الضفة الغربية، هذا في حين أصبح اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك عملا يوميا بالنسبة للمتطرفين الصهاينة، ويتعرض الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وكل المقدسات الإسلامية في فلسطين لانتهاكات مستمرة لحرمتها علي أيدى الصهاينة.
ولم يعد تهجير الفلسطينيين من أرضهم شعارا لأحزاب متطرفة في الكيان الصهيوني، بل أصبح خطة مرسومة تسعى الحكومة الصهيونية لتنفيذها؛ فبدل أن يقوم المجتمع الدولي بإرغام إسرائيل على تطبيق القرارات الدولية القاضية بإنهاء احتلالها وعودة الملايين من فلسطينيي الشتات إلى وطنهم وتعويضهم، ها نحن نرى تشجيعا دوليا لإسرائيل على تهجير المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني المكافح.
وأدعو جمعكم الكريم إلى التأكيد على أن الإرادة الشعبية للأمة الممثلة في برلماناتها ترفض رفضا باتا أي نوع من أنواع تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه، أو ضم جزء من أرضه للكيان الغاصب، مثله في ذلك مثل المس من المقدسات الإسلامية خاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي.
وأطلب منكم تشجيع حكوماتكم على الاستجابة لدعوة قمة الجامعة العربية والدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الخارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام غزة ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم والذين يناهز عددهم أربعين ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية لآلاف المصابين لاسيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم.
سيداتي – سادتي؛
لقد عكفت هيئات الاتحاد ولجانه في اليومين الماضيين على دراسة كل القضايا المطروحة على عالمنا الإسلامي، وذلك من خلال لجانه المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، ولشؤون الأقليات والمجتمعات المسلمة، وللشؤون الاقتصادية والبيئة، ولحقوق الإنسان والمرأة والأسرةـ وللشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات، وكذلك من خلال لجنة فلسطين، ومؤتمر البرلمانات المسلمات، وجمعية الأمناء العامين للمجالس الأعضاء في الاتحاد، ومن خلال اللجنة التنفيذية واللجنة العامة.
وأمامكم حصيلة هذا العمل الذي يشخص قضايا الأمة ويقدم مقترحات للمساهمة في علاجها.
وأجدد الشكر لإندونيسيا، دولة وبرلمانا وشعبا على احتضان هذا المؤتمر وعلى حسن التنظيم وكرم الضيافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته