الأخبارمقالات و تحليلات

الاعلامي الحسين حمود يكتب : #ماذا_حدث_و_ما_الذي_سيحدث (تحليل إخباري)

الاعلامي حسين حمود

( قبل قليل إطلاق صواريخ من إيران باتجاه غوش دان)

إسرائيل انفلتت من عقالها و لن يوقفها شيء حتى تتلقى ردا مؤلماً ، الضربة العسكرية لإيران لم تكن ضربة إسرائيلية خالصة في مختلف مراحلها من الخداع و حتى التنفيذ ، من الواضح بأن الأسطول الأمريكي الخامس شارك بفعالية في الهجوم ، و كل المؤشرات توحي بأن هنالك اجتياح بري قادم الى لبنان أيضا و قد يكون وشيكا.
و لكن دعونا نفهم أولا مالذي حدث بالضبط و إلى أين يمكن أن تصل الأمور ؟
#الخداع الاستراتيجي: تعرضت إيران لعملية خداع استراتيجي بتنسيق تام بين واشنطن و تل أبيب كانت أبرز ملامحها:
-إعلان دخول نتانياهو في عطلة مفتوحة منذ يومين
-تناول الصحافة الإسرائيلية بإسهاب لموضوع حفل زفاف ابن نتنياهو
-الإعلان عن إجتماع المبعوث الأمريكي ويتكوف يوم الأحد المقبل
-تسريب المحتوى الكاذب لفحوى الإتصال بين نتنياهو و ترامب و بأن الأخير قال له لا ضوء أخضر لضرب إيران
-معلومات سربت إلى القيادة الإيرانية بأن هنالك حركة جوية غير اعتيادية للطائرات الإسرائيلية فوق أجواء العراق دفعت القيادة الإيرانية إلى استدعاء جميع القيادات و عقد إجتماعات عاجلة لعدد كبير من القيادات في أماكن المقرات الرسمية المعروفة و المراقبة.
#التقصير الأمني: سقوط هذا العدد الكبير من قادة الصف الأول في الحرس الثوري و الجيش الإيراني ناتج عن استهداف مباشر لثلاثة إجتماعات حدثت بفارق ساعات في مقرات الحرس الثوري و مقر القيادة العامة للجيش و مقر قيادة مركز خاتم الأنبياء ، و في الحقيقة من غير المفهوم كيف يجتمع هذا العدد الكبير من القادة في مكان واحد غير مؤمن و معروف و مراقب بالأقمار الصناعية و العملاء لحظة بلحظة حتى في ظل الظروف العادية أحرى ظروف تنذر بالحرب في دولة مهددة باستمرار كإيران ، تبين كذلك بأن الموساد حرك عملاء له على الأرض الإيرانية و من داخل طهران و أطلقوا مسيرات الاغتيال التي استهدفت العلماء النويين داخل شققهم و بطاريات الدفاع الجوي حول بعض المواقع فاتحين بذلك الطريق لطائرات F-35 لقصف المقرات و المفاعلات، هذا الأمر أيضا هو تقصير أمني كبير إذ كيف تمكن الموساد و على مدى أشهر من إقامة قواعد مسيرات له داخل الأراضي الإيرانية دون أن تحس بهم المخابرات الإيرانية ، و كيف يبقى أبرز العلماء النويين دون حماية هكذا و بكل بساطة داخل منازلهم التي لاشك بأنها مرصودة مسبقاً.
#الرد الإيراني : لحظة كتابة هذه الحروف هنالك قصف إيراني يجري ببعض الصواريخ الباليستية على منطقة غوش دان التي تضم تل أبيب و على مدينة القدس ، و لكن ملامح الرد الإيراني النهائي لن تتضح حتى تستكمل القيادة الإيرانية عملية استبدال القادة و تقييم الأضرار
هنالك عامل آخر سيكون حاسما في شكل و مستوى الرد الإيراني الا و هو روسيا و الصين ، إيران تستطيع مواجهة إسرائيل لوحدها و لكنها لا تستطيع إدارة عملية قتالية طويلة الأمد ضد القوات الأمريكية و اسرائيل معا ( إيران دولة و ليست كحماس أو الحوثيين أو حزب الله و لديها الكثير لتخسره عدى عن الأضرار البشرية) ، و هم يدركون بأن ما حدث هو ضربة بداية و أن الضربة الكبيرة التي ستستهدف منشآت بوشهر و فوردو و و آراك و ساغند و بارشين في أعماق الأرض على بعد أكثر من 800 متر لم تحدث بعد و كذلك منشآت النفط و الغاز ، و مثل هكذا ضربة لا يمكن إتمامها دون استخدام قنابل GBU و طائرات النقل هيركليوس و قاذفات B2 الاستراتيجية الأمريكية ما يعني اشتراك أمريكا بشكل مباشر بدرجة أكبر في القتال ، هنا ستحتاج إيران إلى حلفائها خاصة روسيا و الصين.
الإحتمالات اثنين فقط :
الإحتمال الاول : إما أن يكون الرد الإيراني كبيراً و شاملا و بدون خطوط حمراء و يستهدف إسرائيل و مفاعلاتها النووية و المصالح الأمريكية في الخليج و يغلقون مضيق هرمز ، عندها سنتجه إلى حرب عالمية بكل تأكيد
الإحتمال الثاني: أن تعض إيران على جراحها و ترد ردا ضعيفا لا يوازي حجم الضربة و ندخل في أسابيع من الضربات و الضربات المتبادلة ثم ينتهي الأمر بتفاهمات سياسية تفضي لاتفاق وقف إطلاق النار.
ما سيحدد ملامح التطورات القادمة هو حجم الرد الإيراني الذي بدأ هذه اللحظات و مستوى الضرر الذي لحق بالبنية العسكرية لإيران و موقف روسيا و الصين.
المصدر : صفحة الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى