الخبير الاماراتي الدولي المستشار حبيب بولاد يكتب “للصدى” : عالم البنوك في ساحل الامارات المتصالحه (ح/1)

كان الوضع في ساحل الامارات المتصالحه قبل عام 1946 في زمن الغوص لم يكن هناك بنوكالمجتمع فقراء فلا يملكون المال ليبحثوا عن بنوك وأما تجار اللؤلؤ وغيرهمكانو يبتدعون طرقا مختلفه لحفظ أموالهم في منازلهم منهم من يدفن أمواله في أماكن لاتثير الشبهة أو يحفظها في صندوق كبير أو يضعها ضمن حشوة القطن الموجوده في أي فراش بالمنزل أو فراشه الشخصي .. فربما لايوجد هناك لصوص كما أن المجتمع كان متناسقا وعائليا فالأحياء السكنيه مبنيه أما من سعف النخيل أو من بيوت الطين المتلاصقه وأبناء الحي أو الفريج يعرفون بعضهم البعض وأي غريب يدخل الحي يميز بسرعه .
امارات الساحل بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا بعد انهيار اللؤلؤ وبعد اكتشاف النفط في السعوديه والكويت والبحرين وبدأ تصديره أصبحت تلك الدول مقصدا للعمال من الامارات وعمان وأصبحت هؤلاء العماله في حاجه لتحويل الأموال الى أهاليهم بالاضافه الى التجار اللذين يعملون مع الهند وايران أصبحوا يواجهون عقبات في فتح الاعتمادات وتوريد السلع فليس من الممكن أن يستمر كل تاجر بالذهاب بنفسه الى الهند أو دول الخليج في كل مره ليوزع مال العماله المتواجده بالهند أو دول الخليج حسب الاتفاق القائم .. لذلك تقدم البنك الامبراطوري الايراني في رسالة موجهة من وزير الخارجيه البريطانيه لشؤون الهند الى المقيم السياسي بالخليج بتاريخ 1/12/1945 أشار الوزوير الى ان البنك الامبراطوري الايراني وهو بنك بريطاني تقدم بطلب للحصول على موافقته لفتح فرعين له في كل من مسقط ودبي .. والبنك الامبراطوري تأسس في لندن في سبتمبر عام 1889 حيث كان اسمه في الأساس”البنك الامبراطوري الفارسي” .. وبدأ البنك أعماله كشركه مصرفيه توفر خدماتها لحكومة امبراطورية فارس الا أن التغييرات السياسية الفارسيه في بلاد فارس في الثلاثينات والاربعينات حيث تم سحب الاذن الممنوح له بالتعامل في صرف العملات وفرضت التغييرات على البنك مما أضطر البنك الى اغلاق فرعه الرئيسي في طهران .. وفرضت هذه التغييرات على البنك واعادة صياغة استراتيجيته فأفتتح فروعا في الكويت والبحرين عام 1944 وأشار المقيم السياسي في رسالة الى وزير الخارجيه البريطاني في2/12/1945 الى موافقة حاكم دبي على فتح فرع للبنك بدبي ..وبعد موافقة حاكم دبي والسلطة البريطانيه على افتتاح فرعا للبنك وصل ممثل البنك الى الشارقه وكان ذلك في 3/1/1946 وأعد اتفاقية مكتوبه مطابقه لاتفاقية البنك مع الكويت مع بعض التعديلات و في 5/1/1946 توجه ممثل البنك الى الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي وبحضور ولي عهده الشيخ راشد الذي تولي الحوار معه نيابة عن والده ووجدت بنود الاتفاقيه قبولا منهما باستثناء الفقره 11 التي تنص على أنه لايجوز السماح لأي بنك آخر يفتح فرع في دبي خلال مدة الاتفاقيه وهي خمسة وعشرين عاما .. وتحفظ الشيخ راشد على هذه الفقره استنادا الى انها ستقيده لمدة 25 عاما وأقترح أن يكون من حق البنك الانسحاب في أي وقت يريد اذا تم فتح فرع لبنك آخروأستند في ذلك الى أنه يوجد مصرفان في البحرين .. وبعد نقاش طويل حول الماده 11 من الاتفاقيه وحول الاقتراح الذي تقدم به الشيخ راشد بتقليص مدة الاتفاقيه الى 15 عاما .. توصل الطرفان الى اتفاق بأن تخفض المده الى 20 عاما وتم توقيع الاتفاقيه بناء على ذلك في 5/1/1946 .. ومنح الشيخ سعيد حاكم دبي الى البنك قطعتي ارض احداهما للبنك والاخرى لمنزل مدير البنك بعد أن ابدى موافقته على افتتاح البنك في دبي وأفتتح البنك أبوابه في دبي في شهر أكتوبر عام 1946 .. تم تغيير اسم البنك عدة مرات ففي بداية انشائه كان اسمه البنك الامبراطوري الفارسي ثم البنك الامبراطوري الايراني وفي عام 1949 اصبح اسم البنك البريطاني لايران والشرق الاوسط .. وبعد انسحابه من ايران عام 1952 حصل البنك على ترخيص ملكي جديد وأصبح يسمى البنك البريطاني للشرق الأوسط …
وللحديث بقيه .