الأكاديمي العراقي د.عبد الرزاق محمد الدليمي .. بين اختراق طهران وعجز غزة: هل فشلت إسرائيل استخباريًا أم انتصرت غزة معنويًا؟

أوضح الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، في حديث خاص لموقع متن نيوز أنه تتزايد التساؤلات في الأوساط الإعلامية والسياسية حول مفارقة مثيرة للدهشة.. كيف استطاعت إسرائيل تحديد مواقع القيادات الإيرانية وقيادات حزب الله واغتيالهم بدقة، في حين فشلت في العثور على جنودها المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة؟ هذا التناقض لا يعكس مجرد خلل أمني بل يحمل أبعادًا استراتيجية ومعنوية أعمق.
الاختراق الاستخباراتي العميق مقابل العجز في بقعة محاصرة
من الناحية الظاهرة، نجحت إسرائيل في تنفيذ عمليات نوعية ضد الحرس الثوري الإيراني، بل وقتلت قيادات بارزة وعلماء خلال ساعات قليلة بالمقابل، تقف عاجزة أمام ملف الأسرى في غزة، وهي منطقة صغيرة محاصرة ومكشوفة أمنيًا وتقنيًا.
هذا التباين يثير تساؤلات جدية: هل يعود ذلك إلى تفوق المقاومة في غزة على قدرة إسرائيل الاستخبارية؟ أم أنه مؤشر على فشل ذريع في التقدير الاستراتيجي؟
تناقض استخباراتي يكشف هشاشة القوة الإسرائيلية
عند قراءة هذا المشهد من منظور استخباراتي، يبدو أن إسرائيل تُظهر تفوقًا تكنولوجيًا واختراقيًا في عمق العواصم الكبرى، بينما تفشل في التعامل مع مقاومة محلية منظمة داخل غزة. هنا، تبرز صورة لافتة: في الوقت الذي تسقط فيه طهران أمام الطائرات المسيّرة، تقف غزة بثبات يحمي أسرارها وأسرها.
عظمة غزة أم تقصير إسرائيلي؟
يمكن النظر إلى هذا الإخفاق الإسرائيلي كدليل على صمود غزة وبراعة عقول المقاومة فيها، التي نجحت في إخفاء الأسرى لسنوات رغم الحصار والتجسس المستمر. في المقابل، فإن هشاشة النظام الإيراني أمام الهجمات الإسرائيلية تشكّل نقطة نقد سياسي واضحة.
الرمزية والمعنى: مقاومة شعبية تتفوق على الأنظمة
ما يعزّز من تأثير هذا الطرح هو بساطة الرسالة وقوتها الرمزية: ليست التكنولوجيا دائمًا المنتصرة، بل الإرادة والقدرة على الصمود. فغزة، رغم قهرها، تهزم “الموساد” بصمت، بينما تنهار عواصم مثل طهران أمام ضربات دقيقة.
الرسائل الإعلامية والأخلاقية: تضامن ونقد
إعلاميًا، يحمل هذا الطرح قدرة على الانتشار والتأثير في الرأي العام العربي، لأنه يمجّد المقاومة الشعبية ويُظهر تفوّقها الأخلاقي على الأنظمة المدججة بالسلاح لكنها عاجزة عن حماية نفسها. كما يُبرز هذا الخطاب مفارقة فكرية وأخلاقية تعزز التضامن مع غزة وتضعف الثقة في القوى التقليدية.