الأخبارمقالات و تحليلات

فخامة الرئيس يُعيد توجيه البوصلة السياسية / بقلم احمد عيسى اليدالي

احمد عيسى اليدالي

إن التصريح الذي أدلى به فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الليلة في تمبدغه، يمثل بياناً مؤسسياً وتوجيهًا حازمًا يضع النقاط على الحروف ويحدد البوصلة في مرحلة تتطلب أقصى درجات الوضوح والمسؤولية.
.فحين يؤكد فخامة الرئيس بصيغة قاطعة أن لا مكان لمن يفكر خارج إطار أجندة تنفيذ البرنامج الانتخابي، فهو يعيد التذكير بأن الشرعية عقد ثقة متين بين قيادة اختيرت على أساس رؤية إصلاحية واضحة وشعب منحها تفويض البناء.
منذ عام 2019، أثبتت منهجية الرئيس أنها لا تلتفت إلى لغط الجدل السياسي، بل تركز على الإنجاز المنهجي. وقد أربكت هذه الطريقة الهادئة والمؤسسية في العمل أولئك الذين يستمدون وجودهم من أجواء الصراع المتوترة، فالتنمية التي نشهدها أبلغ من ضجيج السياسة الموسمية العابرة.
إن دعوة النخبة الوطنية لتحويل وجهة النقاش العام نحو ما يفيد الوطن استراتيجيًا، بدلاً من الانشغال بـ “من سيترشح بعد أربع سنوات”، هي دعوة صريحة إلى النضج السياسي والمسؤولية الفكرية. وتكرّس هذه الدعوة الحقيقة بأن المرحلة الحالية هي مرحلة بناء لا مجال فيها للمزايدة الرخيصة.
فالوطني الحقيقي لا يضيع الجهد في صناعة الغبار للحديث عن الضباب، بل يمدّ يده بمسؤولية للانخراط الفعلي في ورش العمل الكبرى المفتوحة في كل بقعة من البلاد؛ من تطوير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية (الطرق، المستشفيات، المدارس الجمهورية) إلى تعزيز الحريات وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
لقد كانت كلمة فخامة الرئيس رسالة بالغة الأهمية موجهة إلى الفاعلين السياسيين والرأي العام على حد سواء: إن المعركة الوطنية للتنمية لم تنتهِ بعد، والانشغال بها هو الموقف الوطني الأصيل. أما الانسياق وراء الشائعات فهو بمثابة خيانة للأمانة ووأد للأمل المشروع في المستقبل.

المصدر : الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى