الأخبارتحقيقاتفضاء الرأي

درعا… عبق التاريخ بين الحجارة والسماء / بقلم:  الاعلامية السورية ليلى ظروف 

الاعلامية السورية / ليلى ظروف

تقع محافظة درعا في جنوب غرب سورية، كجوهرة تغمرها الشمس، بين سهول حوران الممتدة والجبال المتواضعة، محافظةً على عبق حضارات مرت عليها منذ آلاف السنين. في كل زاوية فيها، وفي كل حجر، حكاية إنسان عاش، بنى، وأثر على الأرض بصمته الخاصة.

مدينة الشهداء والبوابة الجنوبية

درعا ليست مجرد موقع على الخريطة؛ إنها البوابة الجنوبية لسورية، التي تربطها بالأردن، ما جعلها مركزًا استراتيجيًا للتجارة، للحياة، وللتلاقح الثقافي عبر العصور. لقد شهدت هذه الأرض تعاقب الحضارات، من الكنعانيين مرورًا بالرومان والبيزنطيين، وصولًا إلى العصر الإسلامي، كل حضارة تركت بصمتها التي تروي قصة الزمن.
معالم أثرية… صدى العصور الماضية

بصرى الشام

من أقدم وأعرق مدن درعا، تضم مسرحًا رومانيًا عظيمًا، وشارعًا مع أعمدة، وحمامات ومعابد تحكي روعة العمران الروماني، وتروي عبق التاريخ في صمت حجرها العتيق.
إزرع
مدينة تحمل إرث آلاف السنين، تمتد آثارها منذ العصور الكنعانية، وتحتضن بقايا معمار روماني وبيزنطي، شاهدة على مرور الحضارات وتحولاتها.

تل الحارة

أعلى نقطة في المحافظة، تطل على سهول حوران وهضبة الجولان، وكانت دائمًا موقعًا استراتيجيًا لمراقبة ما حولها، تروي الحكايات القديمة كما لو كانت حارس الزمن.

المعمار الديني

الجامع العمري في مدينة درعا، وقباب الكنائس القديمة، تحكي عن تقاطع الحضارات واندماجها عبر الزمن، كيف تحول المعبد إلى كنيسة، ثم إلى مسجد، وكيف بقي الإيمان حاضرًا رغم تغير الأزمنة.
الطبيعة… لوحة فنية حية
بين السهول الخضراء والجبال المتواضعة، وبين أودية المياه الصغيرة، تبدو درعا كلوحة طبيعية فريدة، تجمع بين جمال الريف وسحر المدينة، فتجد في الريف الهادئ صدى الماضي، وفي الأسواق والشوارع حياة الحاضر.

سر التسمية… «درعا»

وأخيرًا، ولِمَ أطلقت عليها تسمية «درعا»؟ تقول بعض المصادر التاريخية إن الاسم يعود إلى أصول كنعانية، دالًّا على القوة والحماية، كما لو كانت الأرض نفسها درعًا يقي من الرياح والعواصف ويحتضن أهلها. الاسم يعكس شخصية المكان: صامد، عريق، متجذر في الأرض، لا ينسى تاريخه ولا حضاراته.
درعا، بهذا الترتيب، تبدو كقصيدة تاريخية، ينسج الماضي والحاضر فيها سويًا، وتظل محافظةً على روحها، شاهدةً على عبور الزمن، وحاملةً لكل حكاية عاشها الإنسان فيها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى