لدولة الرئيس ( السوداني ) من وراء إجهاض إبداعية بغداد ؟ / حسين الذكر

بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر)
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسل وجهك القمر)
هكذا كتب الشاعر منصور رحباني ولحنها الاخوان رحباني مقطع لاغنية ( بغداد ) التي ظهرت للعلن عام 1976 في بغداد حينما زارت الفرقة اللبنانية العاصمة العراقية وابهرت الحضور بصوتها الجبلي الصادح المستبطن لعذوبة متفردة نجح الاخوان رحباني باستثماره لعقود من الزمن الفني العذب .
في العراق حاول منظموا الحفل – انذاك – ادخال اسماء بعض السياسيين لكن الاخوين رحباني رفضا الفكرة وهددا بالانسحاب مما اخرج ( تحفة بغداد ) كما هي عليه من جودة واداء استثمره السياسيين بافضل سبل التوظيف حيث ظلت اغنية بغداد سلاحا مشهورا في الحروب والسلام يؤدي ادوارا متعددة لمن يجيد توظيف الفن .
قبل ايام كتبت عن محاولة جادة لبعض الشخصيات الفنية العراقية بمحاولات مهمة لاحياء الفن العراقي الموسيقي والادائي وتوظيفه بالمكان الذي يصب في الخدمة العامة وتعميم الثقافة وتطوير الذائقة واشاعة روح البهجة في اجوائنا المسيطر عليها رعب الحروب والاقتتال والتضييق والتخويف والتهديد الدائم … وهي بامس الحاجة لاحياء النفس بطرق شتى لا تحصر ومن بينها الموسيقى والاداء الفني بمختلف الوانه التي لها قدرة صناعة البهجة وتقوية المعنويات وطالبت علنا من الحكومة العراقية ممثلة بشخص دولة رئيس الوزراء المحترم محمد شياع السوداني وبقية المعنين لتكريم اهلا الفن والتوسع عليهم بما يصب في خدمة وقوة الوطن .
وقد اتصل بي الاخ الفنان الادائي الجميل ( عبد فلك ) صاحب الحنجرة الذهبية التي ينبغي ان توظف بشكل امثل مع بقية الاصوات الرخيمة لخدمة قضايانا العامة التي لا تقتصر على لون واحد في عالم متعولم حد الارحام ..
انشودة بغداد
( فتحت الباب فانسكب النهار
وحملني التحية شهريار
سلم انها نعم الديار )
عمل فني ولد منذ اشهر بنص شعري كتبه الدكتور عارف الساعدي بروح عراقية وفكر ادبي رائع .. نص يحمل التاريخ من عبق زمانه ويضعه على مائدة الحاضر ويمشي به بتؤدة نحو المستقبل ..
( من الف ليلة وليلة .. من حضارتنا الاصيلة
طرز التاريخ اسمها هاي بغداد الجميلة )
كلمات لا تسطر الا عبر ضمير ووجع عراقي مثقل بالحب ..
اداها ( عبد فلك ) تلك الايقونة الابداعية المفوهة بانغام ينبغي ان تكون بوابة لصناعة البهجة فيما هناك من يقف بوجه الابداع محاولا كتم وخنق صوت العراق من العاصمة حتى بقية المحافظات والمدن والقصبات .
ظهرت تلك التحفة العراقية الابداعية الشجية برغم كل مساراتها وكانها واقع وامل يتلمس الماضي ويستنهض الحاضر ويتطلع للمستقبل من بوابة الفن .. ذلك الفن الذي قال عنه الفيلسوف ارسطو ( المعلم الذي مازالت منصته قائمة بعد الفين وخمسمائة سنة ) : ( الفن وسيلة لتطهير النفس ويمكنه مساعدة الناس على تحرير انفسهم من المشاعر السلبية ) ..!
بغداد .. من الحان الفنان حازم شهيد وتوزيع علي ابو شهد وتسجيل استوديو الحنين .. نص والحان وصوت عراقي اصيل يعبر عن الابداع المتجسد والمتجدد منذ قرون ..
يقول عبد فلك ما زالت احمل بين جنباتي واحضاني وجفوني ( بغداد كنص ابداعي ) حاولت ان اصوره خدمة للصالح العام منذ اكثر من اربعة اشهر حتى عجزت ولم ينجح كل اللذين حالوا مساعدتي بايصال صوتي للمعنين .
حينما سمعت الانشودة اخذتني لابعاد غاب عنا فيها الابداع الاصيل منذ عقود وقد اسمعتها لعدد من مختلف النخب العراقية بتخصصات متعددة وقد عبروا عن انبهارهم بكل صدق وحس وانتماء بما يستحق المساعدة في مخاض ولادة هذا المولود العراقي الابداعي .
يقول فلك : ما زالت احمل ( العمل الابداعي ) كمولود يحتاج الى عملية عاجلة كي يولد ناصحا جذابا مؤثرا .. وانتظر كل من يسعى لذلك ولم اترك بابا الا طرقته .. ليس من اجل اغنية او انشودة فحسب فقد اديت ونلت من الشهرة ما يكفي .. الا ان العراق وبغداد قلب نابض في عروق واعماق كل عراقي ينبغي ان يظهر صوته في يوم يستحق فيه الاجهار بالحب .




