حكومة الخمرة القديمة ! / السيد السيد

” لايحتاج التقدم الى اكثر من عقول متيقظة تنظر وتعترض وتسعى للفهم والتفسير والتغيير”- علاء الدين أل راشي . فاين هي موريتانيا اليوم من التغيير والتفسير والتدبير او التعبير؟
“السياسة اقتياد قلوب العامة بالإنصاف ” وفقا للحكمة السياسية لكننا خرجنا عن المألوف وعن سياسة الحكمة وممارسات الديمقراطيات العامة في بلا د الملثمين . بلاد تلثمت حتى على فرصة التغيير وامل التجديد وعينت حكومة الخمرة القديمة في زجاجة جديدة تصدعت يوم تصدعت الثقة وصدمت الشارع العام واقتلعت جذور الامل وتلاشت رغبات الحالمين بغد افضل لاظلم ولاظلامية فيه.
ومهما يكن فان الفجر تسبقة احلك الساعات كما في الامثال الانجليزية .وكما يقول جلال الدين الرومي” لا تفقد الامل ابدا ، يا قلبي ، المعجزات تسكن في الخفاء”
للاسف بدانا متثاقلين بعد ان كنا متفائلين باشراقة تلقائية في بداية كل مامورية تاتي بامل جديد وتفكير متجدد فاذا بنا نعود الى امة الغابرين. وبدل ان نمتص النقمات ونتجاوز الحساسيات وننظف البيت الداخلي ونبنى على مشاريع الماضي ونجدد الاستيراتيجات ونتجدد فكريا شكلا ومضمونا قولاوفعلا ، فاذا بنا نعاقب جماعيا مساندين ومعارضين بالتجاهل بالاقصاءبالظلم بالتراجع لتخيب الامال العامة وتقتل الطموحات .
وجأت القاضية!
اعفي الناطق الرسمي القديم للحكومة من مهامه قبل ان نسمع منه كلمة ونطق الجديد بعبارة مدوية زلزلت مابقي من ايمان وكيان وبينت اننا من ابناء العصور الحجرية وان الحلم الديمقراطي بعيد المنال وان التغيير المنشود مستحيل وان الحكومة من الماضي وان الاصلاحات الاستعجالية في كل المجالات ليست الا فصلا من الاسطورة السرمدية لانتكاك الحقوق المدنية الوطنية.
وهكذا الغت الحكومة الموريتانية الموقرة الاهتمام بالحاضر وصناعة المستقبل من تصريحاتها وجددت الولاء للرئيس المنصرف وتجاهلت الجديد الجالس في قصره .فلماذا لاتذهب مع رئيسها او يبقى معها في لحظة صدق مع الذات ومع العالم!
“إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك…اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلمه” كما تو صي به مقولات فلسفة السياسية العقلانية.