مقالات و تحليلات

الخبير الاماراتي الدولي المستشار حبيب بولاد يكتب “للصدى” : دبي معجزة آل مكتوم (الحلقة 2)

المستشار : حبيب بولاد / خبير تحكيم دولي شاعر وكاتب إماراتي

كانت دبي على امتداد قرون قرية صغيره ومرفأ لصيادي اللؤلؤ والأسماك تتجاذبها قوتان فاعلتان على ساحل الخليج هما القواسم جنوبا وبني ياس شمالا يضاف اليهما التحرك القبلي في الجزيرة العربيه والسيطرة البريطانيه على البحر في محيط مضطرب ومنطقة مبنيه على أعمدة الصراع الدائم في واجهة الخفي والظاهر .. وقد أرتكب البرتغاليون خطأهم الفادح بعدم اعطاء ساحل عمان بما فيه دبي بعد هزيمتهم قرب ميناء بندر عباس على ايدي القوات البريطانيه الهولنديه وفقدانهم السيطره على الجانب الفارسي من الخليج انطلاقا من قلعة جلفار التي بنوها عام 1631 .
فرض اشتداد المقاومه من قبل اساطيل القراصنه في الخليج بما يمثله من تهديد لمصالح الدول المحتكره للطرق التجاريه البحريه بالمنطقه .. أتفقت حكومة بومباي بالتعاون مع سلطان مسقط لارسال حملة عسكريه للقضاء على القرصنه واخضاع أربابها وذلك في عام 1809 .. الا أن القراصنه عاودوا نشاطهم بعد انسحاب الحمله مباشره مما دفع بشركة الهند الشرقيه الى تنظيم قوة عسكريه في عام 1820 لاستهداف اسطول القراصنه والقضاء عليه .. وقد هاجمت الحمله مدينة راس الخيمه باعتبارها المعقل الرئيسي للمقاومة البحريه وأحرقت السفن الرابطه في مرفئها بل وهدمت حصونها وقلاعها مما دفع بشيوخ المنطقه الى توقيع معاهدة عام 1835 التي تقضي بوقف أعمال القرصنه والالتزام بعدم الاعتداء فيما بينهم لمدة ستة أشهر خلال موسم الغطس لصيد اللؤلؤ وهو الصلح الذي أقتنع الشيوخ به و لتنظيم علاقاتهم البحريه فتحولت سنة 1853 الى معاهدة السلام البحري الدائم الذي أنبثقت عنه تسمية الساحل المتصالح بعد أن وقع عليها جميع الشيوخ .. وفي عام 1947 تم تعيين معتمد سياسي انجليزي في كل من الكويت والبحرين كما كان للشارقه أول ضابط ارتباط سياسي بريطاني في الخليج المتصالح ثم رفع الى الى معتمد سياسي كما أصبح فيما بعد لكل من دبي وابوظبي ..
في عام 1833 كان عاما حاسما في تاريخ دبي والمنطقه فقد شهدت قبيلة بني ياس والقبائل المتحالفة معها بعد حادث اغتيال الشيخ طحنون بن شخبوط آل نهيان الذي قضي 15 سنه للحكم الشرعي في منطقة ابوظبي مما دفع بآل فلاسه بالتوجه الى دبي عن طريق البحر والبر بعد مقتل طحنون وكان عدد آل بوفلاسه اللذين غادروا مضاربهم بين سبعمائة وتسعمائة من رجال ونساء وكبار وصغار وشيب وشباب وكانت القياده بيد آل مكتوم وتحديدا بين الشيخين مكتوم بن بطي والشيخ عبيد بن سعيد بن راشد .. في تلك الفترة الحاسمه من تاريخ دبي كان الحاكم الصوري محمد بن هزاع يمارس نفوذه على حافة الخور وعلى حي الديره السكني المكون من بعض الأكواخ المتناثره.. ان التحول الذي شهدته دبي بعد زحف آل بوفلاسه والتحاق عدد كبير من بني ياس والعشائر المتحده بقيادة آل مكتوم .. وهكذا تم تنصيب الشيخ مكتوم بن بطي حاكما لدبي وهو أول حاكم لامارة دبي حين ذالك ثم آل اليه الحكم المطلق بعد وفاة شريكه في معركة التأسيس الشيخ عبيد بن سعيد بن راشد .. هو أول ماادركه البريطانيون اللذين سعوا اليه جاهدين من أجل اقناعه بالأنضمام الى خارطة التحولات الجديده في المنطقه بعد اتفاقية راس الخيمه للسلام والمصالحه .. وفي عام 1835 تم التوقيع على اتفاقية الهدنه البحريه من قبل الشيخ مكتوم بن بطي وحكام الشارقه وعجمان وابوظبي تقضي بأن لايتجاوز أي نزاع بين مشايخ القبائل المتصالحه في حدود البر أو البحر وتسري تنفيذ هذه الاتفاقيه على فتره محدوده لموسم صيد اللؤلؤ .. الا أن الواقع الجديد واتجاه المنطقة الى التصالح والاتفاق والسلام جعل العمل بالاتفاقيه يتجاوز المده المحدده الى سنوات لاحقه ..
وللحديث بقيه ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى