ولد حرمه وولد داداه .. حوار مفتوح مع شباب حركة “إيرا”/ صمبا جاكانا

قال رئيس حركة إيرا بيرام الداه اعبيد إن حركته تبدأ الليلة لقاءات مع زعماء المعارضة في البلد وذلك ضمن عملها القائم على خدمة الوطن، موضحا أنه يرى أن الجميع يجب أن يعرف الشخصيات التي ضحت من أجل هذا الوطن، وأضاف ولد اعبيد خلال ندوة حوارية في منزله بالرياض أن هذا يأتي أيضا ضمن مشروع توحيد المعارضة وتقويتها، لتحرير أعناق الشعب من الانظمة العسكرية، التي تحكم موريتانيا منذ 1978، موضحا أن مناضلي الحركة سيستمعون إلى جميع قادة المعارضة والشخصيات المرجعية في البلد ضمن هذا الفضاء الحواري، مضيفا أن ضيف هذه الليلة هو أحد الشخصيات البارزة في صفوف المعارضة وهو الدكتور عبد السلام ولد حرمة.
من جهته رحب رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمة في بداية عرضه بالدعوة التي وجهها له زعيم حركة إيرا ليكون أول المتحدثين في هذا الفضاء الفكري والثقافي الذي تحتاجه الساحة في هذه الفترة معبرا عن اعتزازه بهذا، كما رحب برئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية.
موضحا أنه سيبدأ حديثة وفقا للمنهج المحدد، موضحا أن منهج الحركة منهج منصف حيث فتحت باب الحوار أمام الجميع ليعبر عن رأيه ويقدمه للآخرين.
موضحا أن حزبه تأسس 2004 وهو حزب موريتاني لكنه لا يخجل من تأكيد أنه حزب له خلفية قومية، مبديا استعدادهم للنقد ولتصحيح الاخطاء إذا تبين أنهم ارتكبوها.
موضحا أن رؤية حزبه تقوم على رؤيتين أولاهما تقوم على الخلفية القومية والفكرية التي تسعى إلى تحرير الشعوب من مستعمرها الداخلي والاجنبي.
الرؤية الثانية تقوم منذ دخولها موريتانيا على مبدإ محاربة التخلف الذي يعيشه المجتمع وعلى رأس ذلك محاربة العبودية في هذا البلد، وقدم بعض المقالات المجموعة في كتاب تبين مطالبة الحركة الفكرية التي ينتمي لها بالقضاء على العبودية في بداية الثمانينات.
موضحا أن الحوار حول الهوية يجب أن يتم بشكل فكري حتى تصل الناس إلى الاصلح وتتفق عليه، وفي ما يخص الارث الانساني أوضح ولد حرمة أن السلط التي تحكم تصفي كل من هددها دون النظر إلى لونه أو عرقه موضحا أن جميع السياسيين تعرضوا للاعتقال والتصفية ضاربا المثل برئيس حركة إيرا ورئيس حزب التكتل، بالإضافة إلى مجموعته الفكرية التي تعرضت للسجن، موضحا أن اعتقال الزنوج بعد المحاولة الانقلابية وجدوا أمامهم قادة حركته الفكرية، مضيفا أن البعض يتهم حركته في قضية تصفية الزنوج، وهو أمر غير صحيح موضحا أن التهمة وجهت لحركته عبر إذاعة فرنسا الدولية، رغم أن قادة حركته تعرضوا للتصفية من صفوف الجيش في نفس الفترة، موضحا أن أول حزب تم حله كان محسوبا على حركته وآخر حزب كان أيضا محسوبا على حركته، مطالبا بمحاربة مثل هذه الملفات الحقوقية دون تسييسها، موضحا أن أطروحته حول الدكتوراه كانت حول المنافي والسجون في موريتانيا، وقد اكتشف أن جميع الحركات تعرضت للسجن، وقد استخدمت السلط الحركات السياسية ضد بعضها، لكنه رأى أن مبادرة حركة إيرا في هذه الليلة قطعت الطريق على ذلك من وجهة نظره.
وحول استعداد حزبه للشراكة مع حركة إيرا، أوضح ولد حرمة أن حزبه على استعداد تام للشراكة مع الحركة في جميع النواحي بما في ذلك التحالف مع الحركة في الانتخابات القادمة.
من جهة أخرى أكد ولد حرمة أن حركته تقدمت منذ سبعينات القرن الماضي بمقترحات لمحاربة التمييز، موضحا أن قانون التمييز قانون إيجابي.
وحول اتهام حركة البعثيين بتصفية الزنوج قال ولد حرمة إن حركته كان جل قادتها في تلك الفترة في سجون النظام، موضحا أن أول محاكمة عسكرية في هذا البلد تمت لحركته، وتم خلالها تصفية أزيد من 500 من الضباط والجنود المحسوبين على الحركة، مضيفا أن السياسيين كان النظام يقوم بتشويههم ومحاربتهم عبر إلصاق التهم الباطلة بهم.
وحول استراتيجية المعارضة في الانتخابات القادمة قال ولد حرمه إنه على المعارضة أن تضع استراتيجية واضحة لكي يتمكن البلد من تنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة.
وحول إمكانية حصول ثورة ضد البيظان يقوم بها لحراطين، أوضح ولد حرمه أن جميع الشعوب كانت تستخدم هرما يضع العبيد في سلمه، موضحا أنه منذ بداية العصر التنويري بدأت الشعوب تتحرر من هذا الارث، ولا زالت بعض الدول المتخلفة توجد فيها هذه الظاهرة ومن ضمنها بلادنا، موضحا أن غالبية الدول تحررت من هذا الارث بشكل جيد عبر الحوار والتفاهم، موضحا أن حزبه يرى أن هذه الرؤية هي الافضل لموريتانيا، أما حول اختيار منهج الثورة والاقتتال، فإن حزبه يرى أنه منهج خطير على الدول والشعوب وغير محمود العواقب وفي الغالب لا يوصل إلى النتائج المرجوة.
وحول عدم تعاطف حزبه مع الحركة في خلال السجون التي تعرضت لها، قال ولد حرمة إن حزبه لم يصدر أي بيان يتعاطف فيه مع الحركة مضيفا أن ذلك عائد إلى نظرة داخلية عند حزبه ترى أن الملف الحقوقي يجب أن يترك للحقوقيين.
وحول من يقول إن الزنوج غير موريتانيين قال ولد حرمه إنه لم يسمع أبدا بهذا الطرح، مضيفا أن البعض يتحدث عن أن موريتانيا كدولة هشة يجب أن تتحقق من هوية ممن تمنح له جنسيتها سواء كان زنجيا أم غير ذلك.
وحول التعبير عن مآسي لحراطين بالرسوم قال ولد حرمة إن جميع الناس يجب أن تحارب معاناتها بالفنون بما في ذلك الرسوم، لكن يجب أن تكون هذه رسوم صادقة لا تسعى إلى زرع الكراهية والعنف.
وحول إشراك لحراطين في السلطة قال ولد حرمه إن ذلك لا يمكن أن يتم عبر مرسوم، ولا بد له من حكامة رشيدة تعطي تمييزا إيجابيا للحراطين في التعليم والتكوين والتأطير، موضحا أن تعيين الاشخاص لا يحل مشاكل لحراطين.
وحول تجربة اندماج حركة الحر مع الناصريين في حزب التحالف الشعبي التقدمي قال ولد حرمه إنه أمر مهم جدا ويثمنه، موضحا أن حزب التحالف يعد اليوم مرجعية مهمة في ميدان النضالي في البلد ضد الظلم والتهميش، ومحاربة العبودية، مبديا استعداده لوضع برنامج مشترك مع الحركة يصب في ذات التوجه.
وحول مرسوم الهوية الذي أطلقه البعثيين على لحراطين “العرب السمر” 1980، قال ولد حرمه إن الهوية تتحدد بمجموعة التقاليد التي تمارسها الشعوب، مبديا استعدادهم في الحزب للنقاش حول موضوع الهوية مع الجميع حتى يتمكن الجميع من التوصل إلى الأصلح في هذا الموضوع.
وحول إقصاء لحراطين قال ولد حرمة إن من يتحمل ذلك هو الانظمة المتوارثة في هذه الأرض عبر العصور، لكن النخب الحالية يضيف ولد حرمه تتحمل جزءا من ذلك نتيجة لضعفها أمام الانظمة.
ولد حرمة أكد أن حركة إيرا قامت بجهد كبير في ميدان محاربة العبودية، لكن هذا لا ينفي مشاركة العديد من الحركات السياسية والحقوقية في هذا الجهد وبلورته منذ نشأة الدولة الموريتانية.
وحول المحرقة قال ولد حرمة إن حزبه يعارض محرقة الكتب ويرى أنها تصرف لا يليق، مضيفا أن حركة إيرا تضم أساتذة ومفكرين كان عليهم القيام بالرد على ذلك فكريا وتوضيح أخطاء هذه الكتب، لكنه أكد أن الحزب لم يتهم بيرام ولم يشن عليه هجوما.
وحول وجود العبودية في موريتانيا من عدمه، قال ولد حرمه إن العبودية موجودة بالفعل في موريتانيا، موضحا أن البلد يمتلك ترسانة قانونية جيدة لكنها غير مطبقة، موضحا أن نكرانها نكران واقع.
وحول عدم مطالبة المعارضة بإطلاق سراح قادة إيرا قال ولد حرمة إن غالبية أحزاب المعارضة طالبت بإطلاق سراح المعتقلين، لكنه أضاف أن المعارضة يجب أن لا تتم محاسبتها وإحباطها عبر توجيه النقد اللاذع لها من طرف المناضلين، مضيفا أن جميع قادتها يتعرضون للتضييق والإقصاء والمحاصرة من طرف النظام، مضيفا أن المعارضة قامت طيل مسيرتها النضالية بمحاربة العبودية وظلت دائما تطالب بالقضاء عليها.
مردفا أن الكثير من الناس ضحى من أجل القضاء على العبودية.
وحول إمكانية التلاقي مع حركة إيرا أبدى رئيس حزب الصواب استعداد حزبه لذلك، كاشفا عن مباراة يقوم بها رئيس حركة إيرا، ضمن خط G8 مؤكدا دعم حزبه لهذه المبادرة.
وحول إمكانية دعم حزبه لترشح بيرام في الانتخابات الرئاسية القادمة قال ولد حرمة إن قرار حزبه ينسجم في هذا الاطار مع قرار مجموعة G8 مبديا تمنيات حزبه أن يتم ختيار رئيس الحركة من طرف المجموعة.
وحول موقف حزبه من حركة افلام قال ولد حرمة إن أواخر الثمانينات شهد تحريضا واضحاً من طرف حركة افلام ضد الدولة الموريتانية والشعب الموريتاني، وإن حركته رفضت ذلك وأدانته، موضحا أن ما تعرض له الزنوج في نهاية الثمانينات ظلم تاريخي ويجب على موريتانيا أن تعتذر عنه، لكن هذا يختلف عن ذلك الذي قامت به حركة افلام من وجهة نظر حركته الفكرية.
وفي ختامه للملتقى أكد رئيس حركة إيرا أن هذا اللقاء كان فرصة لتوضيح العديد من القضايا مانحا الكلمة الختامية لرئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه.
من جانبه قال رئيس حزب التكتل إنه يهنئ الحركة على هذه القاعة التي ضمت كل الموريتانيين بجميع مكوناتهم، موضحا أن هذا اللقاء كان ثريا ويعبر عن موريتانيا بأحلامها وإخفاقاتها وآمالها، مضيفا أن الاسئلة التي طرح الشباب كانت وجيهة ومهمة، موضحا أن التنوع مهم لموريتانيا ولثرائها، مضيفا أن الثقافات والمجموعات المكونة لموريتانيا مهمة جدا، لأن هذه هي خصوصية موريتانيا التي تعد مركزا للتواصل بين إفريقيا والعالم العربي، موضحا أن إفريقيا وفق التوقعات ستكون في سنة 2050 القارة الاولى في العالم إضافة إلى احتضانها للثورات الطبيعية المهمة، موضحا أن مكانة موريتانيا تأخذ أهميتها من هذا المركز، إضافة إلى الخيرات الكبيرة المقبلة عليها، خاصة بعد اكتشاف الغاز، موضحا أن وحدة موريتانيا أقوى من وحده العديد من دول العالم، لأن شعبها مسلم مائة في المائة وسني كذلك، وهذا لا تتوفر عليه جميع الدول، إلا أن بلدنا يعاني من مشاكل يجب أن يتم القضاء عليها بالطرق السلمية وعبر الحوار والتفاني من أجل القضاء على جميع مشاكله.
موضحا أنه يمارس السياسية منذ 25 سنة ولم يرى موريتانيا في خطر كالذي تواجه اليوم مطالبا الشباب بتأطير الواقع ومساعدة البلد على الخروج من هذه الوضعية، موضحا أن هذا الاجتماع وضع أسسا للسير على هذا النهج شاكرا رئيس حركة إيرا على هذه المبادرة الجيدة والإيجابية، التي طرحت أسئلة ملحة يجب الجواب عليها، والافضل أن نجيب عليها في هذه اللحظة يضيف ولد داداه، مضيفا أن حل المشاكل يجب أن يبدأ بطرح الاسس، والذي يجب أن تبني على الهدي النبوي حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
موضحا أن الجميع يجب أن يكون صادقا مع نفسه ومع بلده من أجل القضاء على الواقع الذي تعيشه البلاد مطالبا باستمرار مثل هذه اللقاءات حتى تقوى الصلة ويتجدد الامل.
موضحا أن المقدرات الاقتصادية عندما يتم استعمالها بشكل صحيح سيكون ذلك في مصلحة الجميع، وفي حالة استخدامها بشكل سلبي سيكون ذلك أكثر سلبيا على البلد وعلى جميع المواطنين.
منتقدا سياسة النظام في ميدان خنق حرية الصحافة، واعتقال أصحاب الرأي والسياسيين، موضحا أن حزبه يطلق على ولد عبد العزيز وداعميه الموالاة بدل الاغلبية لأن الاغلبية تأتي عبر انتخابات شفافة ونزيهة وهو ما لم يحصل وفق تعبيره.
22يناير2018




