مقالات و تحليلات

مونديال قطر..انتصارات المغرب تفجر عنصرية الغرب / محمد المختار ولد محمد فال

محمد المختار ولد محمد فال/ كاتب صحفي , مدير نشر صحيفة النهار

 مواجهة المغرب لإسبانيا والبرتغال وفرنسا، خلال مونديال قطر، أيقظت ذاكرة التاريخ وفجرت سيلا من المشاعر ونكأت جراح التاريخ المشترك بين الضفة الجنوبية والشمالية للمتوسط، حيث عبر طارق ابن زياد بجيوشه وفتح شبه الجزيرة الإيبيرية، ومزق مماليكها شر ممزق، وكادت جيوش القادة المسلمين من بعده أن تكتسح فرنسا ومن بعدها كافة المماليك الأوروبية، لولا بعض العوائق التي لا يتسع المقام لذكرها.

كما أزاحت عن الأوروبيين قناع “الإنسانية والتحضر” وأظهرتهم على حقيقتهم، حين تحدث فلاسفتهم عن “وهم العيش المشترك” وانتقد بعض ساستهم ما أسماه ب ” التساهل مع المتظاهرين في شوارع فرنسا، تأييدا  للمنتخب المغربي”، وأرعد البعض وأزبد حنقا من هزيمة فرق كانت تعد من الأوائل والصفوة أمام “حفنة من المتخلفين” و”مستخدمي السحر الأسود”، الذين أوصلتهم “خبرتهم المتحصل عليها من النوادي الرياضية الغربية فقط”، الشيء الذي فجر مرارات الماضي الزاهر بالنسبة للعرب  المسلمين، حيث الأندلس والفردوس المفقود والمبكي بالنسبة لغلاة الضفة الشمالية، الذين قال بعض أبناء جلدتهم بأنهم لو لم تحرق كتب المسلمين في الأندلس، لكان الغرب اليوم يتجول بين المجرات علما وتقدما..لكنه الحقد الذي دفعهم لإحراق المكتبات ومؤلفيهم، وجعلهم يحاكمون النيات ويحرقون البشر بسبب أفكارهم.

عنصرية واستعلاء من الغرب ظهرت “فجأة” بعد الهزائم المنكرة، التي أعاد بها فريق المغرب إلى الذاكرة العربية والإسلامية معركة الزلاقة ومعارك الموحدين والسعديين وغيرهم في شبه الجزيرة الأيبيرية- والتي أذاقوا خلالها قادة مماليك الغرب الهزائم المدوية- فكشفت هذه الهزائم الكروية عن حقد وعنصرية ، اعتقدنا أنها اختفت نهائيا، نتيجة لطوفان الدعاية العارمة  وخطب الساسة والمفكرين ووسائل الإعلام في الغرب، المبشرة جميعها بقيم التحضر والإنسانية والأخوة وحقوق الإنسان.

فإذا كان الفريق المغربي قد ثأر من مستعمر الأمس القريب- الذي كان خاضعا لأجدادنا أيام عزنا وازدهار حضارتنا، الذين علموهم الصفر وبواسطتهم خبروا فوائد النظافة وانبهروا بعلومهم وبتقدمهم- فإنه يعيد لأمتنا اليوم مجدها ويضعها في صدارة المشهد الإعلامي، مزيحا عن الصدارة فرق دول تتباهى اليوم بأنها الأفضل و الأجدر، لتجد نفسها- وبواسطة فريق المغرب والعرب والأفارقة- خارج المشهد الكروي جميعها..

فهنيئا للمغرب بهذا الفوز المبهج وهنيئا للعرب والأفارقة بتصدر المغرب مشهد الحدث الرياضي في العالم كله.

 

المصدر : الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى