فيدو نادر جدا .. المغرب فلسفة وثقافة مجتمعية ! / حسين الذكر

المصدر : الكاتب /
في جلسة سابقة عقدت بمجلس الاستاذ سعد الرميحي في الدوحة وحضرها ضيوف من مختلف الاقطار العربية وكذا رئيسي الاتحاد العالمي والافريقي للصحافة الرياضية تم فيها مناقشة التطور الكروي المغربي المذهل . وفيما ادلى الاخوة العرب بآرائهم المتميزة طلب مني توضيح رأيي في ذلك ، فقلت : ( ثلاث اسباب رئيسية تقف وراء ذلك : الاولى فلسفة الدولة المعززة بالمنهجية والدعم لبلوغ اهداف مرسومة بدقة . ثانيا : سبق التواصل والاحتكاك المغربي مع مدارس اوربا الكروية والحضارية مما جعل المغاربة العائدين من الاحتراف بامتيازاتهم يتحولون الى رموز مجتمعية تعزز نشر ثقافة احدث وتخلق قدوة للشباب المتطلع . الثالثة : تحول كرة القدم الى ثقافة مجتمعية في المغرب تتسع قاعدته في المناطق الشعبية التي تعد منجم ومصنع للمواهب والنجوم ) .
ربما تعرضت الاتحادات العربية سيما في الشق الافريقي منها الى النقد لمشاركتها بالفرق الثانية في كاس العرب وان كان تحت عذر عدم قدرة المحترفين من الاشتراك . الا ان المغرب قد نجى من هذه الحملة ليس للتتويج بالكاس بقيادة المدرب الهادي القدير طارق السكتوي بل للعروض المذهلة التي قدمها شبابهم بعنوانهم الوطني حيث كانوا افضل ممثلين من خلال حسن الاداء المشتمل على الجماعية والانتشار والحيازة والضغط وتنوع المهارات والانضباط التكتيكي والروح المعنوية العالية والمضي قدما نحو الهدف باداء تصاعدي بلغ ذروته في نهائي العرب ليتوجوا بمسك وعرس الختام .
قد تحدث لحظة شاردة تستحق التوقف ..! هل الزخم المغربي المتصاعد قادر على التتويج بامم افريقيا اثباتا لفلسفة الدولة وتعزيز حضورهم في كاس العالم وزيادة نسب التفائل لحلم عربي منتظر منذ قرن لاحراز لقب المونديال؟ ثمة اشكال قد يحدث بوهج ابطال كاس العرب الذين سيعززون بظلال تتويجهم الثقة والاريحية المغربية بما يشكل خرق – لا سامح الله – قد ينفذ منه المنافسون الطامحون للتتويج بكاس افريقيا كحق متاح مشروع لجمع الاسود الافريقية غير المقتصر على زئير اسود الاطلسي وحدهم .
حينما شرعت اكتب عمودي الاول عن بطولة افريقيا وقع امامي مصادفة فيديو نادر جدا اسباني الانتاج يتحدث عن مراحل تعود بتسلسل تاريخي من مطلع القرن العشرين حتى الازدهار الاخير لمدينة طنجة التي تقع على ساحلي البحر المتوسط الموغل بالتاريخ الفينيقي وما قبله وبعده وكذا ساحل المحيط الاطلسي المشرع لبوابات حضارات ما بعد الاستكشاف الاهم .. الفيديو لم يعلق عليه بصوت كما لم ترفق شروحات على الصور والمقاطع لكنه كان يتحدث عن نفسه بصور فنية اخراجية رائعة حفظ بين دفتيه بدايات طنجة العاصمة التجارية كنموذج للمغرب منذ وسيلة المواشي والاسواق المبسوطة على الطرق حتى نهوض المطارات والمترو والتواصل فوق الارض وتحتها ..
المشهد بتعابير تصويرية هادفة اظهر لنا بداية الصبر والمضي والعمران والنهضة الشاملة كما ان الهوية لم تتغير فقد ظهرت بعض النسوة في حشمتها المعهودة بلباسها الجلبابي الطويل فيما ظهرت آخريات بالزي السافر لنموذج صراع حضاري طبيعي كان وسيبقى سببا يثري المجتمع المغربي ويحدد ملامح حريته واسس حضارته الممتدة الى حيث يعلمون !




