الأخبارمقالات و تحليلات

إبداعات.. قطر في عين الإعلام السياحي / موزة آل اسحاق

موزة آل اسحاق / اعلامية قطرية

يلعبُ الإعلامُ السياحي دورًا كبيرًا وحيويًا في نقل الصورة السياحيّة للشعوب والمُجتمعات للعالم الدولي، بما تحمله من التاريخ والحضارات والموروثات الثقافية والتراثية والدينية والرياضية وغيرها، ويساهم في تعزيز الوجهات السياحيّة وإبراز معالمها، ما يُشكّل انعكاسًا إيجابيًا في ذاكرة السائحين والزائرين، ومُساهمًا في الاقتصاد المحلي. وربما يواجه الإعلام السياحي تحديات كبيرة لمواكبة المتغيّرات في عصر المتغيرات الاقتصادية والسياسية والصحية والعالم الرقْمي، وأهمها كيف يكون ذراعًا مشرقة للتسويق السياحي في إبراز الوجهات السياحيّة بصورة مُتزامنة، بالإضافة إلى ما يواجهه الإعلام من تحديات مفاجئة في نفس التوقيت بالدولة أو بدول مُجاورة أو على الصعيد الدولي، وربما بعض الإعلاميين بقطاع الإعلام السياحي غير مؤهلين في كيفية مواجهة التحديات والتعامل معها وَفق استراتيجيةٍ إعلاميةٍ تجعلهم قادرين على التصدي لأي مُتغيّرات، والتعامل معها بسياق إعلامي استراتيجي قادر على إدارتها والتخطيط لها، وفي نفس الوقت يمتلك الشفافية والنزاهة وإبراز سياحة مُتكاملة بصورة واقعية تخاطب السائح والمواطن والزائر، ولديه القدرة الإعلامية على استخدام العالم الرقْمي والتسويق باحترافية، والرد على الأخبار المُضللة تجاه المجتمع، التي تتعلق بالأمن والاستقرار، وتحمل رسالته الإعلامية رسائل الطُمَأنينة والشفافية لدعم سياحة مُتكاملة، وفي نفس الوقت كيف يمكنه أن يواكبَ المنافسات السياحية بالدول الأخرى، حيث تتطلب قدرة إعلامية احترافية ذات ثقافة عالية قادرة على الاتصال والتوازن ومواكبة المتغيرات وَفق استراتيجية إعلامية مُستدامة، واستثمار المُبدعين والمُبتكرين في مجال الإعلام السياحي والتسويق السياحي بآلية المتغيّرات التي يواكبها المجتمع والمنافسات السياحية بثقافة سياحية يسمو بها القطاع السياحي، بالتعاون مع الإعلاميين ذوي العَلاقة بالقطاع السياحي من مؤسسات الدولة العامة والخاصة، حتى يكون هناك تنسيق مُشترك بانطلاقة سياحية موحدة، فيها ردود إعلامية سياحية جاذبة للسياحة، وليس العكس. ويؤدي الإعلامُ السياحي القطري دورًا بارزًا وحيويًا على الصعيدين المحلي والدولي، ويواكب الإنجازات القطرية في شتى القطاعات، ولم يتوقف عن سردها في كل المِنصات الإعلاميّة بشفافية وواقعية تُلهم السائح والزائر انطباعات إيجابية، من خلال ما يتم تغطيته عبر كل وسائل الإعلام المُختلفة، وأهمها الأمن الذي تتمتع به الدوحة، ويبحث عنه كل السائحين كبيئة آمنة لهم ولعائلاتهم خلال فترة زياراتهم للدولة. والأرقام الإحصائية تبرز ذلك من خلال استقبال 1.5 مليون سائح خلال الربع الأوّل من 2025، وهذه ثمرة الجهود السياحية المُشتركة ووجود بنية متطوّرة وخِدمات سياحية وضيافة قطرية رائدة، وبالتعاون مع الوزارات والسفارات، ونقل الصورة السياحيّة الإيجابية وتشجيع الاستثمارات السياحيّة بين الدول، وإبراز ثقافات الشعوب. وأبدعت قطر في هذا الجانب من خلال الحملات الإعلامية السياحية، ومنها «هلا بالجار الغالي»، والاستثمار التكنولوجي بالمِنصات الإعلاميّة والتحديثات المستمرة بكل ما هو جديد بالدولة، ثم مواكبة الاستثمارات والمشاريع السياحيّة التي تحث على الإنجاز، ومنها مشروع سميسمة وتطوير خور العديد، والتركيز على المشاريع المكيفة لاستثمار فترة إجازات الصيف، لتكون قطر وجهتهم السياحيّة المفضلة، وكلها اجتهادات ومُبادرات سياحية تقوم بها الدولة، تعكس من خلالها التزامها بالتنمية المُستدامة، ولا تغفل علينا الجهود السياحية على الصعيد الدولي من خلال المشاركات الدوليّة، خلال المعارض الدولية والأسواق السياحية، التي كان لها دور كبير وفعّال في الجذب السياحي، كما ساهمت في زيادة النمو الاقتصادي، وكلها بصمات إعلامية سياحيّة بارزة جعلت قطر اليوم ذات حضور سياحي على خريطة السياحة العالمية، لكن بوابة الإعلام السياحي كبيرة، وبحاجة إلى تطويرٍ مُستمرٍ بما يواكب المتغيّرات والتحديات، ولا بدّ من مواكبتها والتصدي لها.

المصدر 

Moza.148@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى